خبير أمني: أمريكا ترى الحشد والفصائل كجسم واحد.. والاستهداف بدأ من الداخل

خاص
رأى الخبير الأمني مخلد حازم، أن الولايات المتحدة تنظر إلى هيئة الحشد الشعبي والفصائل المسلحة باعتبارهما “جسماً واحداً مترابطاً”، مشيراً إلى أن واشنطن تتبنى رؤية متجذرة تعتبر أن الفصائل ولدت من رحم الحشد، وأن الحشد بدوره تأسس على قاعدة تلك الفصائل.
وقال حازم في تصريح لـ“منصة جريدة” إن “من يمتلك لواءً داخل الحشد الشعبي يكون في الوقت ذاته قائداً لفصيل ضمن فصائل المقاومة، وهذه العلاقة البنيوية هي التي تدفع الجانب الأمريكي إلى التعامل مع الطرفين بوصفهما وحدة متكاملة”.
وأضاف أن “هذا التصور كان حاضراً بوضوح في الموقف الأمريكي الأخير، لاسيما مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، حيث أبدت بعض الفصائل العراقية استعداداً مباشراً للمشاركة في أي تصعيد موسّع، باعتبارها جزءاً من جبهة الإسناد الإقليمية”، لافتاً إلى أن “هذا الاستعداد أثار قلقاً واضحاً لدى واشنطن التي بدأت تبحث عن وسائل غير عسكرية للضغط على هذه الفصائل، ومنها التأثير في ملف الرواتب”.
وأشار حازم إلى أن “التدخل في آليات صرف رواتب الحشد، أو استخدام أدوات مالية لإرباك المؤسسة، يمكن أن يُقرأ في سياق استراتيجية أمريكية تهدف إلى إضعاف هذا الكيان من الداخل، دون الدخول في مواجهة مباشرة”.
وبيّن أن “استهداف القواعد الأساسية، مثل التمويل والرواتب، قد يؤدي إلى خلافات داخلية على مستوى القيادات، ويفتح الباب أمام انقسامات أو حتى تمرد إداري”، معتبراً أن “الملف برمته أصبح جزءاً من أدوات الضغط السياسي والأمني على العراق”.