الهيتي: مشروع ثالث قد يتشكل بين الصدر والعبادي.. وخطر التفكك يهدد الإطار

خاص|
قال الأكاديمي والباحث الاستراتيجي هيثم الهيتي، إن فهم طبيعة الصراع داخل الدولة العراقية يتطلب أولًا تحليل بنية الحكومة الحالية، مشيرًا إلى أنها تشكّلت من رحم “الإطار التنسيقي”، وهو الكيان ذاته الذي يشرف على الفصائل المسلحة، ما أوجد تداخلاً أيديولوجيًا وإداريًا في إدارة المؤسستين.
وأضاف الهيتي في تصريح لـ”منصة جريدة”، أن “هذا الواقع خلق إشكالية حقيقية، فالإطار أنجب كيانين: الحكومة والفصائل المسلحة، وكلاهما يتصارع اليوم على فرض الإرادة داخل الدولة”، مضيفًا أن “الخلاف بينهما يعكس صراعًا داخليًا حادًا، وربما تحولًا بنيويًا عميقًا دون المرور بعملية تغيير سياسي شاملة، وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة من خلال دعمها للحكومة”.
وأوضح أن واشنطن تدعم الحكومة على المستويين السياسي والاقتصادي، في محاولة لتمكينها من فرض سلطتها على القوى المسلحة، بينما تواصل إيران دعم الفصائل، ما يعكس صراعًا بين إرادتين دوليتين داخل البيت السياسي العراقي.
وتابع الهيتي، “الطرفان – الحكومة والفصائل المسلحة – يسعيان إلى تعزيز موقعيهما؛ فكل طرف يحاول تقوية نفسه للبقاء والتأثير. في هذا السياق، يُفهم موقف التيار الصدري برفض المشاركة في الانتخابات، وكذلك الخلاف بين الإطار ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، كنوع من الخروج عن إرادة الإطار، وربما كمحاولة لبلورة تحالف ثالث داعم للحكومة”.
ورجّح أن التحركات الأخيرة تشير إلى احتمالية نشوء مشروع سياسي جديد بقيادة التيار الصدري والعبادي، قد يُشكّل لاحقًا قوة ثالثة في المشهد العراقي، مشددًا على أن هذا المشروع يسعى إما إلى تقوية الحكومة الحالية قبل الانتخابات أو إلى تشكيل بديل سياسي جديد في مرحلة ما بعد الاقتراع.
وأضاف أن “الصراع الحالي يعكس انقسامًا داخل الإطار بين جناحين: الحكومة والفصائل، ولكل منهما داعمون إقليميون ودوليون. ما زال هذا الانقسام دون مستوى التصادم، لكن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى انهيار الإطار ذاته، وهو ما يعني تلقائيًا تراجع الدور الإيراني، وهو أمر غير سهل الحدوث في الظرف الراهن”.
واختتم الهيتي بالقول إن ما يحدث في العراق جزء من مشهد أوسع يرتبط بالصراع الإيراني–الأمريكي وسيناريوهات التفاوض بين الطرفين، متوقعًا أن يصل هذا المسار إلى مفترق حاسم في العراق، إما بتفاهمات سياسية جديدة أو – في حال تعذر ذلك – عبر خيارات أخرى قد تشمل استخدام القوة، حسب تعبيره.