الياسري يقدم تشريحًا لجغرافيا النار: الصين وباكستان تخنقان حلم الهند

متابعات|

قال رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات الاستراتيجية أحمد الياسري إن التصعيد الأخير بين الهند وباكستان يرتبط بظروف داخلية، أبرزها سيطرة أحزاب يمينية متطرفة على القرار السياسي في الهند، مثل حزب “جنا” الذي يُعد الجناح السياسي لمنظمة “آر إس” المتشددة.

وأضاف الياسري خلال حديثه لقناة “القاهرة الإخبارية” المصرية، وتابعته “منصة جريدة”، أن “الهند أقدمت على تعطيل المادة 320 من الدستور، المتعلقة باتفاقية شيملا لعام 1972، في خطوة تعزز النزاع حول إقليم كشمير الذي يُعد منطقة جبلية شديدة التعقيد، وتقع بين ثلاث قوى نووية هي الصين والهند وباكستان”.

وأشار إلى أن “التحالف الباكستاني الصيني يغلق منفذ الهند نحو وسط آسيا، ويجعلها محاطة بالجبال من جهة وبالمحيط الهندي من الجنوب، مما يعمّق موقعها الجغرافي الصعب”، ولفت إلى أن “الصراع يتجاوز الأبعاد العسكرية ليشمل السياسة والعقيدة والمصالح الاقتصادية، خاصة أن الحرب في أوكرانيا والحرب في غزة وجنوب السودان خلقت بيئة خصبة لإعادة إنتاج الصراعات حول العالم”.

وتابع أن “كشمير تمتد على مساحة لا تتجاوز 240 ألف كيلومتر مربع، لكنها تحظى بموقع جيوبوليتيكي حساس للغاية، لأنها تشكل منفذ الهند البري نحو العالم، فيما تسعى الصين وباكستان إلى غلق هذا الممر الحيوي”. وبيّن أن “من دون كشمير، ستتحول الهند إلى دولة حبيسة”.

وأوضح الياسري أن “الصراع يعود أيضاً إلى البنية العقائدية داخل الهند، حيث تسعى بعض القوى إلى فرض هيمنة الفكر الهندوسي باعتباره تعاليم موحدة تتجاوز تعدد الديانات والطوائف، وهو ما يصطدم بواقع تاريخي واجتماعي متنوع، خاصة أن كشمير كانت من آخر الممالك الأميرية ذات الغالبية المسلمة”.

وأشار إلى أن “ثلثي سكان الإقليم من المسلمين، لكن الهند تسيطر على ثلثي الجغرافيا، مما يجعل المعادلة مقلوبة ويؤجج النزاع المستمر رغم اتفاقية شيملا التي هدأت النزاعات مؤقتاً دون أن تُنهيها”.

وختم بالقول إن “كشمير بالنسبة للهند تمثل ما تمثله جزيرة القرم بالنسبة لروسيا من حيث الأهمية الاستراتيجية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار