بغداد تجمع العرب ..هل تصمد القمة أمام عواصف الإقليم؟

بقلم.. د.محمد عبيد حمادي/..
تستعد العاصمة العراقية بغداد لاستضافة القمة العربية وسط ظروف إقليمية ودولية معقدة تُلقي بظلالها الثقيلة على المشهد السياسي في المنطقة. وبينما تسعى بغداد لإعادة تأكيد دورها كجسر للتواصل العربي، تواجه القمة تحديات هائلة ناجمة عن النزاعات الممتدة في غزة والسودان واليمن، فضلًا عن الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تضرب عدة دول عربية.
في خلفية هذه القمة، تجري محادثات دقيقة بين الولايات المتحدة وإيران، محادثات قد تعيد رسم معادلات النفوذ في الشرق الأوسط. أي تقارب أو تصعيد بين واشنطن وطهران قد ينعكس مباشرة على توازنات القمة العربية، ويزيد من صعوبة التوصل إلى توافقات حقيقية بين الدول المشاركة.
ورغم تعقيدات المشهد، يعتبر كثيرون أن مجرد انعقاد القمة في بغداد يمثل نجاحًا سياسيًا في حد ذاته. فالعراق، الذي كان لسنوات مسرحًا لصراعات إقليمية، يسعى اليوم لأن يكون ساحة للقاء لا للانقسام. وفي ظل رغبة عدد من العواصم العربية في تهدئة التوترات الإقليمية، قد تشكل القمة فرصة لإطلاق حوار عربي أكثر واقعية وبراغماتية، بعيدًا عن الشعارات التقليدية.
نجاح القمة لن يُقاس فقط بالبيانات الختامية، بل بقدرتها على فتح مسارات جديدة للتنسيق السياسي والاقتصادي، وإثبات أن العالم العربي لا يزال قادرًا على الاجتماع، حتى وسط أقسى العواصف.