ليس دفاعا عن أحد بل دفاعا عن المهنية
بقلم/ يعقوب الخضر – مهندس استشاري وباحث في الشأن الاقتصادي
قبل بضعة أيام، صرّح وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، قائلاً إن الأمريكيين أخبروا العراق “شفهيًا” أن “القوات الأميركية تحتجز ناقلات نفط إيرانية استخدمت وثائق عراقية مزورة لنقل النفط، وتأكدنا من صحة هذه الادعاءات”.
كنا نتمنى أن يقوم السيد الوزير، وخصوصًا أنهم تأكدوا من صحة تلك الادعاءات كما قال، بإخبارنا عن أسماء تلك البواخر الإيرانية التي كانت تحمل نفطًا إيرانيًا بوثائق عراقية مزورة، وما هي تلك الوثائق العراقية المزورة التي كانت بحوزتها. هل هي بوالص شحن؟ شهادات منشأ؟ شهادات فحص؟ لا بد أن الأمريكيين قد اطلعوه عليها. لأنه بدون معلومات محددة كهذه، يبقى كلام الوزير عامًا وبدون أي أدلة، وخصوصًا أنه لم يُعرف، ولم تنشر أي من وسائل الإعلام المعتبرة، ولا المواقع الإلكترونية المتخصصة بالشحن البحري أو تجارة النفط، ولا حتى مواقع البحرية الأمريكية أو القيادة المركزية، أن القوات الأمريكية في الخليج تقوم بإيقاف أو الصعود على ظهر ناقلات النفط الإيرانية وفحص مستندات الشحن لحمولات النفط التي تحملها، وبالتالي معرفة المستندات المزورة منها.
وللتأكد من ذلك، قمنا بالبحث في حساب موقع “متعقب ناقلات النفط” TankerTrackers.com، أشهر موقع أمريكي يقوم بمتابعة ونشر كل ما يخص شحنات النفط حول العالم، من أسماء وأعلام ومواصفات وحمولات الناقلات التي تحملها، وموانئ تحميلها وتفريغها، وكل بقية المعلومات التي تتعلق بها، والأهم قيامه بمتابعة شحنات النفط الروسي والإيراني المباعة إلى أي من دول العالم، وخصوصًا الدول الخاضعة للمقاطعة مثل فنزويلا، ومعرفة كل شيء عنها، بالرغم من محاولات ناقلات النفط الروسية والإيرانية، التي تُصنف غالبًا أميركيًا ضمن ما يُعرف بـ”أسطول الظلام” Dark Fleet، التمويه عن تلك الشحنات، وذلك بالقيام بعمليات نقل الشحنات من باخرة إلى باخرة أخرى في عرض البحر، أو ما يُعرف بعمليات STS، حيث يقوم هذا الموقع بتحديد مواقع تلك الناقلات عن طريق تتبع “أنظمة تحديد المكان الأوتوماتيكية AIS” عليها، وفي حالة قيام تلك الناقلات بإطفاء أنظمة تحديد الموقع الأوتوماتيكية تلك، يقوم الموقع بتحديد أماكنها عن طريق الأقمار الصناعية.
كما أورد الموقع بتاريخ 10/03/2025:
“مباشر: يتم حاليًا نقل مليوني برميل من النفط الخام الإيراني عبر طريقة النقل من باخرة إلى أخرى في منطقة الرسو بميناء نيبا بإندونيسيا، حيث يتم تتبع ذلك الآن عن طريق أنظمة تحديد المكان الأوتوماتيكية.
الناقلة المغذية: DUNE التابعة لشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية، رقم NITC 9569712
الناقلة المستلمة: JADERA رقم 9283801، التي لم تُدرج بعد على القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأمريكية US Treasury”.
إلا أننا لم نجد أي شيء مما قاله الوزير في تصريحه المثير للجدل.
