كلمة الحلبوسي في مؤتمر حوار بغداد تشعل تفاعلاً واسعاً.. رسائل واقعية بطابع التحدي

خبراء ومحللون ونشطاء

خاص|

لاقَت كلمة رئيس حزب تقدم، محمد الحلبوسي، في ملتقى حوار بغداد الدولي السابع، اهتماماً واسعاً من قبل الأوساط السياسية والشعبية، باعتبارها حملت رؤى واضحة حول التحديات التي تواجه العراق وسبل التعامل معها في المرحلة الراهنة. 

وشارك الحلبوسي في الملتقى حيث أكد أن العراق ليس بمعزل عن العالم، بل يؤثر ويتأثر بمحيطه الخارجي.

وقال الحلبوسي: “هناك ضرورة لإقرار وثيقة اتفاق سياسي تكون بمثابة موازنة للدستور، تُحدد أبرز التحديات التي تواجه العراق، وتلتزم بها جميع القوى السياسية والاجتماعية والمدنية ضمن إطار زمني غير قابل للتراجع”

وأضاف أن “هناك حاجة لوثيقة سياسية تحدد أسس النظام السياسي في العراق، وليس فقط وثيقة لتشكيل الحكومات”، لافتاً إلى أن “بعض بنود الورقة السياسية التي طُرحت بعد عام 2022 لتشكيل الحكومة قد نُفذت، بينما لا يزال البعض الآخر معلقاً”.

وفيما يتعلق بملف السلاح، أشار الحلبوسي إلى أن “الدستور العراقي يحظر على الأحزاب امتلاك أجنحة مسلحة”، مشدداً على أن “السلاح يجب أن يكون بيد الدولة فقط”

وأوضح أن “الحشد الشعبي تأسس لمواجهة خطر أمني كبير تمثل بتنظيم داعش”، مبيناً أنه “في حال تعرض العراق لتهديد أمني أو إرهابي، فسيتم الاعتماد على جميع أبناء الشعب، بما في ذلك مختلف القوات، لكن في ظل الظروف الحالية، لا يجوز وجود فصائل خارج إطار الدولة، ولا يمكن إصدار أي أوامر لها من خارج مؤسسات الدولة الرسمية”

وختم حديثه بالتأكيد على “الحاجة إلى وثيقة وطنية تُشخص هذه التحديات وتضع حلولاً عملية لحماية الدولة وضمان استقرارها”

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمقابلات التلفزيونية، رأى خبراء ومحللون ونشطاء أن كلمة الحلبوسي حملت رسائل واقعية تعكس حاجة العراق إلى توافق سياسي حقيقي ومعالجة التحديات الأمنية والسياسية، مشددين على أهمية الخطوات العملية التي دعا إليها لضمان استقرار البلاد.

 

بدوره، رأى الباحث في الشأن السياسي، محمد نعناع، أن خطاب وتحركات رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي تتسم بطابع التحدي والسعي لبناء نموذج سياسي مستقل لا يتأثر بالأطراف الأخرى، حتى وإن اضطر في بعض الأحيان للانحناء أمام العواصف السياسية كما حدث عند خروجه من البرلمان.

وقال نعناع في تصريح لـ“منصة جريدة” أن “الحلبوسي يسعى لإظهار تأثيره السياسي بشكل يتجاوز المنصب الإداري والسياسي، واستطاع بفضل هذا التأثير أن يمنح العملية السياسية حيوية وحركية أكبر، حيث بات طرفًا مؤثرًا في اختيار رئيس البرلمان أو إفشال اختيار من لا يرغب به، وهو بذلك يتبنى خطاب المتحدي الواعي أمام الأطراف التي تسعى لكسر الآخرين”.

وأضاف، أن “الحلبوسي يعتمد في صياغة خطاباته وتحركاته على ثلاثة مرتكزات رئيسية، أولها إيمانه بالحاجة إلى رمزية ذات أبعاد شعبية في الساحة السنية، حيث يعتقد أنه يمتلك هذه الرمزية التي لا يستطيع الآخرون تقديمها، وثانيًا استعداده للمرحلة السياسية المقبلة في ظل وجود التيار الصدري مما يجعله يدرس المعادلة المقبلة بدقة”.

 

وأشار إلى أن “المرتكز الثالث يتمثل في امتلاك الحلبوسي إشارات وربما معلومات عن الوضع الإقليمي والعوامل الخارجية المستقبلية، مما يعزز فرصه كشخصية معتدلة ومنفتحة ليست ذات أبعاد أيديولوجية للحصول على مكانة كبيرة في المرحلة المقبلة”.

من جهته، أكد الباحث في الشأن السياسي، رافد العطواني، خلال مشاركته في برنامج الثامنة، الذي يقدمه الزميل أحمد الطيب، أن خطاب رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، كان مقاربا لتوجهات الصدر، وتحركاته الأخيرة.

أما الأكاديمي محمد عزو فقد قال عن خطاب الحلبوسي، بأنه متوازن ومختلف عن باقي خطابات من سبقوه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار