“بغداد ودمشق: توازن دقيق في معادلة الحسابات المعقدة”

بقلم علي عماد|..

يمكن لبغداد أن تتعامل مع “سوريا الجديدة” وفقًا لعدة خيارات استراتيجية تعتمد على توجهات القيادة الجديدة في دمشق وعلاقاتها الإقليمية والدولية:
1. تعزيز التعاون الثنائي
• الأمن ومكافحة الإرهاب: التنسيق الأمني والعسكري لمواجهة تهديدات الإرهاب، خاصة أن العراق وسوريا يشتركان في حدود طويلة.
• الاقتصاد والتجارة: فتح قنوات تجارية جديدة وزيادة التبادل التجاري عبر المعابر الحدودية.
• الطاقة والنقل: إحياء مشاريع نقل النفط والغاز بين البلدين وتطوير البنية التحتية للنقل والمواصلات.
2. التوازن في العلاقات الإقليمية
• إذا كانت القيادة السورية الجديدة تسعى لتعزيز العلاقات مع الدول العربية، فقد تدعم بغداد جهود إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية.
3. الحذر من التدخلات الخارجية
• العراق قد يسعى للحفاظ على سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية مع العمل على منع أي تداعيات أمنية أو سياسية قد تؤثر على استقراره.
• مراقبة أي تحركات لقوى دولية أو إقليمية على الأرض السورية قد يكون لها انعكاسات على الأمن العراقي.
4. دعم عملية إعادة الإعمار
• العراق يمكن أن يشارك في جهود إعادة إعمار سوريا من خلال استثمارات وشركات عراقية، خاصة في قطاعات الطاقة والبنى التحتية.
• دعم اللاجئين السوريين في العراق وتشجيع عودتهم إلى بلادهم من خلال التعاون مع الحكومة السورية الجديدة.
في النهاية، خيارات بغداد تعتمد على التوجهات الفعلية للقيادة السورية الجديدة، ومدى استعدادها للتعاون مع العراق، إضافةً إلى التطورات الإقليمية والدولية.
بينما يعتمد الموقف السوري الجديد تجاه العراق على عدد من العوامل، منها التوجهات الأيديولوجية والسياسية للرئيس السوري أحمد الشرع، وعلاقاته مع القوى الإقليمية والدولية، فضلاً عن طبيعة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه سوريا الجديدة.
فهناك عدة سيناريوهات قد تحدد إذا ما كانت سوريا ستتخذ موقفًا عدائيًا تجاه بغداد أم لا:
1. السيناريو التعاوني (العلاقات الإيجابية)
إذا كانت القيادة السورية الجديدة تتبنى سياسة براغماتية وتسعى إلى تحسين علاقاتها الإقليمية، فمن المحتمل أن تتجه دمشق إلى:
• تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العراق باعتباره شريكًا طبيعيًا وجارًا استراتيجيًا.
• التنسيق الأمني لمواجهة التهديدات المشتركة.
• العمل ضمن الإطار العربي والدولي لإعادة الاستقرار، مما يفتح المجال أمام شراكة قوية مع بغداد.
2. السيناريو العدائي (توتر محتمل مع بغداد)
قد تتبنى سوريا الجديدة موقفًا أكثر تشددًا تجاه العراق إذا كانت هناك عوامل تؤدي إلى توتر العلاقات، ومنها:
• التحالفات الإقليمية المتعارضة: إذا قررت القيادة السورية الجديدة تبني سياسة معادية لمحور العراق-إيران، والانحياز لمحور آخر (مثل تحالف وثيق مع تركيا أو قوى دولية أخرى)، فقد يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات.
• التنافس على النفوذ في المنطقة: قد ترى سوريا أن العراق يمثل تهديدًا لنفوذها الإقليمي، خاصة إذا دخل في تحالفات تتعارض مع مصالحها.
• دعم فصائل أو جماعات معادية: في حال دعمت القيادة السورية الجديدة جماعات مسلحة أو أطرافًا معارضة للحكومة العراقية، فقد يؤدي ذلك إلى توتر كبير.
يبقى السيناريو المحايد (علاقة باردة دون عداء مباشر) وارد جدا.
في هذا السيناريو، قد تتبنى سوريا وكذلك العراق سياسة “عدم التدخل”، حيث الحفاظ على علاقة شكلية مع العراق دون أن تكون هناك شراكة حقيقية أو مواجهة صريحة. وقد يكون هذا الخيار هو الأرجح إذا كانت القيادة السورية تركز على القضايا الداخلية وإعادة الإعمار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار