الموقف العراقي المتذبذب مع الوجود الأميركي
بقلم د.غالب الدعمي|..
قصتنا في العراق مع الوجود الأمريكي مثل قصة طائر العقعق الذي اراد تجريب طريقة مشي الغراب لكنه فشل وحين اراد الرجوع إلى مشيته الأصلية نساها وصار يقفر بكلتي ساقيه مخترعاً طريقة محيرة.
ونحن في العراق لا نحن اتخذنا قراراً واضحا بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية على وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي، ولا نحن أخرجناهم من العراق وغلقنا القصة نهائياً وصرنا مثل ذلك الذي عثر على ديك وحاول ارجاعه، وبدأ ينادي بأعلى صوته من ضايع له ديك وحين يصل الى كلمة (ديك) يخفض صوته طمعاً : بـ(الديك)، والنتيجة وصلنا الى عدم الوضوح في طبيعة علاقتنا مع القوى العظمى، مما رجح سيادة العشوائية في ادارة العلاقة مع الولايات المتحدة بدلا من استقرارها، وباتت تخضع لأمزجة شخصيات وأحزاب تهدد يوم وتسكت اسبوع.
بعض المواقف تبدو انها صدى لمواقف إقليمية وبعيدة عن القرار العراقي الحكومي حتى وصل الضغط على هذه الحكومة والتي سبقتها باتهامها بالعمالة والتطبيع وغيرها من التهم المستوردة و غير المنطقية.
ان توزع القرار العراقي وخضوعه لأمزجة سياسية وحزبية أدخل العراق في صراع خطير ليس في صالح الشعب العراقي.
قبل ايام استمعت لحديث لسفير كوريا الجنوبية بانهم طلبوا من الولايات المتحدة اقامة علاقات متطورة إلا انها رفضت ومع استمرارنا بالطلب وافقت بتنظيم علاقات استراتيجية، في حين أن العراق يرفض الاستفادة من علاقة عرضتها أمريكا نفسها.
ونقول للذين يعترضون على تحسين هذه العلاقات مع الولايات المتحدة عازين ذلك الرفض للوجود العسكري بأن الحوارات يمكن ان تفضي بإخراج القوات الأميركية من العراق مع التأكيد ببناء علاقات استراتيجي يمكن الاستفادة منها.
والشيء الأكثر استغراباً ان الجهات التي كانت تطالب بخروج القوات الأمريكية صمتت ولم نعد نسمع لها صوت بعد الاحداث الأخيرة التي جرت في جنوب لبنان وما آلت اليه الأوضاع في سوريا واحتمال وصول ارتداداتها إلى الداخل العراق، بل بدأنا نسمع بعض من تلك الأصوات تنادي بضرورة الكف عن المطالبة باخراج القوات الأمريكية من العراق.