تحليل لـ”جريدة”: لا مؤشرات على تشكيل حكومة كردستان في القريب العاجل

خاص|..

خلص تحليل للأكاديمي الكردي، علي باخ، اليوم الثلاثاء، إلى أن تشكيل حكومة إقليم كردستان قد تتأخر في ظل استمرار الخلافات السياسية، وسيبقى مستقبل الإقليم رهينًا بما ستؤول إليه التفاهمات في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية.

وقال باخ لـ”جريدة“، إنه “‏لا شك أن الانتخابات التي جرت في 20/10 لم تسفر عن تغييرات كبيرة في خريطة الفائزين، بل جاءت كتزكية للحزبين التقليديين، مع استمرار نسب تمثيلهما السابقة تقريبًا. فقد حافظ الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) على حصته التي تقارب ضعف ما حصل عليه الاتحاد الوطني الكردستاني (اليكتي)، ويرجع ذلك إلى تماسك البارتي مقارنة بالتصدعات والانشقاقات التي شهدها جسم اليكتي في السنوات الأخيرة”.

تحديات تشكيل الحكومة

وأضاف باخ، “على صعيد تشكيل الحكومة، تعكس الخلافات بين الحزبين العمق الذي بلغته هذه التوترات، خاصة من جانب اليكتي، الذي يطالب (بصورة غير مباشرة) بإعادة صياغة اتفاقية استراتيجية جديدة تضمن له حصة أكبر من السلطة والموارد. يركز اليكتي على المطالبة بتقسيم العائدات بالتساوي، بما في ذلك العائدات النفطية ومصادر الدخل من مناطق نفوذ البارتي. هذه المطالب تأتي ضمن محاولات اليكتي لاستعادة مكانته السياسية وتعويض الخسائر التي لحقت به منذ انشقاق حركة التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى في عام 2009”.

مواقف اليكتي والبارتي

وبيّن باخ، أن “اليكتي يدرك أن منطقة السليمانية (الزون الأخضر) ستبقى تحت سيطرته طالما استمر الوضع السياسي الراهن في العراق. ومع ذلك، يشعر بالقلق من أن العائدات المتدفقة من مناطق نفوذ البارتي تمنح الأخير فرصة لتعزيز مكانته بسرعة، مما يضفي شرعية إضافية على قيادته، بينما يظهر اليكتي بصورة أضعف في إدارة مناطقه”.

وتابع، “على الجانب الآخر، يبدو أن البارتي غير مستعد للتنازل عن شروط اليكتي. من المتوقع أن تستمر المفاوضات لفترة طويلة بسبب اختلاف سقف المطالب والطموحات بين الطرفين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إعلان الأحزاب الأخرى عدم رغبتها في المشاركة في حكومة يعلمون أن سلطتهم فيها ستكون محدودة، يزيد من تعقيد المشهد”.

التأثيرات الخارجية

واستبعد باخ، أن يتم التوصل إلى اتفاق قريب دون وجود ضغوط خارجية من الولايات المتحدة أو العراق. ومع ذلك، يبدو أن العراق مشغول حاليًا بأحداث سوريا ولبنان، مما يقلل احتمالية تدخله في الوقت الراهن و ان تدخل فلن يكون له الأثر البالغ. بناءً عليه، قد يتأخر تشكيل الحكومة إلى حين توفر تدخلات خارجية تضغط على الطرفين للتوصل إلى اتفاق.

الوجوه السياسية المتوقعة

وأشار إلى أنه “من المحتمل أن تبقى الوجوه السياسية الرئيسية في المشهد الحكومي دون تغيير كبير. من المتوقع أن يستمر مسرور بارزاني كرئيس للحكومة، وقوباد طالباني كرئيس للإقليم. أما بقية الشخصيات التي ستتولى المناصب الوزارية، فمن المرجح أن تكون أقل أهمية على صعيد التأثير السياسي. كما أن سياسات الحكومة وطريقة تعاطيها مع الملفات الداخلية والخارجية لا يُتوقع أن تشهد تغييرات جوهرية في المستقبل القريب”.

الخلاصة

وأكد باخ في الختام، أن “الخلافات بين الحزبين تظل هي السمة البارزة للمشهد السياسي في إقليم كردستان، مع غياب مؤشرات واضحة على إمكانية تشكيل حكومة في القريب العاجل. ومع ذلك، يبقى مستقبل الإقليم رهينًا بما ستؤول إليه هذه التفاهمات في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار