قد تكون بداية لـ”مفاوضات سلام”.. قراءة حول الضربة الإسرائيلية على إيران

متابعات|..

لخص رئيس تحرير صحيفة (العالم الجديد) الإلكترونية، منتظر ناصر، اليوم السبت، الضربة الإسرائيلية المحدودة على إيران في سبع نقاط.

وذكر ناصر في تدوينة على منصة “إكس” تابعتها ”جريدة“، حول الضربة الإسرائيلية المحدودة على إيران:

1- جرت الضربة الإسرائيلية لإيران، وفق سيناريو مدروس بعناية من الجانب الأمريكي، وبذلك تراجعت إسرائيل عن مفهوم “الضربة المزلزلة” مكتفية بـ”حفظ ماء الوجه”، ورضخت لرغبة إدارة جو بايدن، التي لا تميل إلى توسيع الحرب، كي لا ينعكس إيجابا على حملة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

2- إسرائيل غير قادرة بمفردها على مهاجمة إيران، وهذا يفسر طبيعة الرد المتماهي مع الرغبة الأمريكية، خلافا لما فعله نتنياهو في غزة ولبنان، حيث كان فيها هو صاحب القرار، والمتحكم بالموقف الأمريكي، الذي تسبب بإحراج بايدن كثيرا، لسهولة الوصول لتلك الأهداف، كما أن إيران لن تقدم على أي رد عسكري مباشر وجديد، على الأقل في الوقت الحاضر، لأنه قد يعتبر هدية لحملة ترامب.

3- إسرائيل استخدمت طائرات قتالية متطورة مثل F35 وF16 وF15 في استعراض لقوتها الجوية، مع التركيز على مواقع غرب إيران القريبة لتفادي الحاجة للتزود بالوقود، في حين استخدمت إيران صواريخ باليستية و”فرط صوتية” متقدمة في ضربتها قبل أسابيع، تصل أهدافها بدقائق معدودة، وهذا يعكس التفوق الجوي والصاروخي بينهما، والطبيعة الجيوسياسية المساندة لكليهما.

4- الضربة أعادت قواعد اللعبة إلى سابق عهدها، وأنهت المواجهة المباشرة بينهما (والاكتفاء بحرب الأذرع حتى النهاية)، خصوصا وأن أطرافا إيرانية أعلنت بأن الضربة باهتة، وبذلك نجحت إدارة بايدن بعدم توسيع الحرب، ما سينعكس لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات المقررة بالخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل.

5- تبادل الضربات المحدودة بين إيران وإسرائيل، أظهر عمق التفاهم بين الأمريكان والإيرانيين على خلاف ما يظهر من تقاطع بينهما، خصوصا بعد تأكيد موقع “أكسيوس” الأمريكي بأن إسرائيل أرسلت رسالة إلى إيران يوم أمس الجمعة، عبر طرف ثالث (وهو الطرف الأمريكي) قبل غاراتها الجوية الانتقامية محذرة الإيرانيين من الرد، وفقا لما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة للموقع، للحد من تبادل الهجمات المستمر بين البلدين ومنع تصعيد أوسع.

6- مثلما كانت ضربات إيران المحدودة لإسرائيل مثار انتقاد لها بسبب ضعفها، كذلك تسببت الضربة الإسرائيلية المحدودة لإيران انتقادا مماثلا من قبل المعارضة الإسرائيلية، إذ قال زعيمها يائيير لابيد في تغريدة، إن “قرار عدم مهاجمة أهداف استراتيجية واقتصادية إيرانية كان خاطئاً”.

7- ختاما.. ربما تكون الضربة بداية لمفاوضات سلام شاملة في المنطقة بعد معرفة قوة كل طرف، مع اعتراف ضمني بحدود كل منهما بعد التفاهم عبر الوسيط الأمريكي عطفا على نجاحه في ضبط إيقاع الصراع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار