صواريخ إيران تضيء سماء تل ابيب
بقلم عبد الحكم الكيلاني |..
لم يكن الرد الإيراني على ضربات إسرائيل المتلاحقة متوقعا بعد صمت طويل وصبر استراتيجي حيال بتر أذرعها في المنطقة، فهجمة إيران الصاروخية وصفت بالأعنف باستخدامها صواريخ سريعة الاختراق نجح كثير منها في اختراق القبة الحديدية التي تعد أساس الدفاعات الإسرائيلية، وعلى الرغم من أن القوة التدميرية للصواريخ كانت ضعيفة الا كافية لإيصال رسالة ردع شديدة التعبير على أن طهران قادرة على إيلام الاحتلال.. فهل تمكنت من إيصال رسالة الردع، أم أنها انزلقت نحو فخ المواجهة المباشرة؟
بطبيعة الحال فإن لكل فعل ردة فعل وقيام إسرائيل بعدة اغتيالات في المنطقة لقادة بارزين سواء من وكلاء أو قادة إيران وتهديد الأمن القومي الإيراني وتفتيت قدراتها العسكرية في المنطقة لابد من أن يكون مقابله رد متوقع، على أن الهجوم الإيراني يمكن أن يوصف بأنه تصعيد لوقف التصعيد، لم تحسب نتائجه وتبعاته العسكرية والاستراتيجية والاقتصادية على المنطقة بشكل عام وعلى إيران بشكل خاص، بإعطاء إسرائيل ذريعة لاستهداف الداخل الإيراني، وهو ما تهدد به تل أبيب منذ أن تلقت رشقات الصواريخ.
على الرغم من أن إسرائيل لم تضرب حتى الآن سوى الأذرع مهما كانت أهميتها فإنها طالما صرحت بأنها تنتهج سياسة ضرب رأس الأخطبوط في التعامل مع إيران، ما يعني أن كل ذراع تم قطعه حتى الآن هو هدف تعبوي أي أنها استهدفته مخافة الالتفاف عليها إذا ما نفذت وعيدها بضرب الهدف الاستراتيجي.
ولكن طبيعة الرد على إيران الآن قد تحدده نتائج القصف الذي تعرضت له في الأول من اكتوبر ومدى حجم والضرر، فإيران لم تصع رؤوسا متفجرة شديدة القوة في صواريخها على الرغم من قدرتها على ذلك، فالغاية لم تكن إعلان الحرب بل على العكس من ذلك، فهل تمضي إسرائيل قدما في مخططها؟ وما نوع الحرب التي ستشهدها المنطقة؟ أسئلة قد يجيب عنها الرد المرتقب الذي تتوعد به تل أبيب التي لا تجيد الصبر الاستراتيجي كطهران في مثل هذه المواقف.