باحثة: زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق حملت في طياتها رسائل مباشرة وصريحة

خاص|..

قالت الباحثة في القضايا الاجتماعية والسياسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هبة عبد الوهاب الفدعم، اليوم السبت، إن زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العراق تحمل في طياتها رسائل مباشرة وصريحة عن مدى أهمية العراق لإيران، لكن العراق لا يمكن أن يكون لاعباً مهماً وأساسياً خلال هذه المرحلة التاريخية الحرجة التي تمر بها المنطقة، لذلك هو ليس إلا ساحة مناسبة لهم لإعادة ترتيب الأوراق والفوضى العارمة التي تضرب المنطقة ككل.

وذكرت الفدعم لـ”جريدة“، أن “زيارة الرئيس الإيراني للعراق خلال هذه الفترة الحرجة جداً بل والتاريخية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط مع اقتراب الذكرى السنوية للحرب في المنطقة واستمرارها والتي تزامنت مع المواجهة العنيفة لإيران وحلفاءها ضد المعسكر الغربي كانت تحمل في طياتها رسائل مباشرة وصريحة عن مدى أهمية العراق لإيران كونه النقطة الأولى والحلقة الأهم التي تعمل إيران من خلالها على رسم بعدها الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط .هذه الرسائل التي تضمنتها زيارة الرئيس الإيراني للعراق والتي استهل بها أولى زياراته الرسمية المزمع القيام بها كانت تحمل أيضاً إشارات تطمين للداخل في إيران وعلى جميع الأصعدة أيضاً خصوصاً بعد الإعلان عن توقيع العراق وإيران اتفاقيات عديدة تضم الملف الاقتصادي والأمني”.

وأوضحت، أن “تحركات وتنقلات الرئيس الإيراني كانت ملفتة جدا بل ومحط أنظار جميع المراقبين لهذه الزيارة، لما كان يتمتع بها الرئيس من أريحية بالتنقل ومقابلة المشتركين المباشرين وغير المباشرين في العملية السياسية في العراق. أيضاً خطابه الذي طالب فيه  فتح الحدود بين إيران والعراق، حيث اعتبر البعض أن هذا الطلب هو تعبير مجازي عن مدى العلاقة الاسترتيجية الوثيقة جداً التي تربط العراق بإيران، بينما هي في الأساس كانت رسالة واضحة وصريحة للسياسة الإيرانية تجاه العراق باعتباره تابعاً لها”.

وأشارت إلى أن “العراق، ومع كل الأزمات الداخلية والإقليمية والدولية القائمة الآن لا يمكن أن يكون لاعباً مهماً وأساسياً خلال هذه المرحلة التاريخية الحرجة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، العراق هو منطقة ونقطة انطلاق استراتيجة مهمة للفاعليين الدوليين والإقليميين، لكنه في نفس الوقت لا يملك الأدوات التي تجعل منه متصدراً للمشهد السياسي الإقليمي، لذلك هو ليس إلا ساحة مناسبة جداً لهم لإعادة ترتيب الأوراق والفوضى العارمة التي تضرب المنطقة ككل”.

وتابعت، “أما الحكومة الحالية والمستقبلية في العراق، الحقيقة المطلقة والتي لا جدال فيها أبداً والتي تم اثباتها خلال عقدين من الزمن هو تبعية الحكومات المتعاقبة التي جاءت بعد 2003 للقوى الإقليمية والدولية وضعفها الشديد أمام الفاعلين الإقليميين والدوليين، لا بل حتى القرارات الداخلية تجري وفق إملاءات القوى الإقليمية وتحديداً إيران، اللاعب الأهم والأقوى في المنطقة من بعد إسرائيل والمسيطر الأعظم على العراق في سياسته الداخلية والخارجية، لذلك فإن الحديث عن إضعاف هذه الحكومة من خلال فتح ملفات الفساد وما تضمنته من سرقات وتسريبات صوتية بالإضافة لما تم الكشف عنه مؤخراً من اختراق ومراقبة أجهزة الاتصال للسياسين العراقيين من قبل مكتب السوداني، ليس سوى زوبعة فنجان وبالتالي فأنه لا يغير من الأمر شيئاً سوى أنه كشف أن الشارع العراق أصبح متيقناً وعلى دراية كاملة بكيفية إدارة الدولة والمتحكم بهذه الإدارة، وعليه فإن الحكومة القادمة لن تختلف كثيراً عن سابقاتها إلا إذا كانت كلمة الشارع العراق أقوى من إملاءات وسطوة إيران وباقي القوى الإقليمية المتنفذة في الوضع الداخلي قبل الخارجي في العراق”.

ولفتت الفدعم إلى أن “إيران وبالأخص بعد أحداث السابع من أكتوبر اسدلت الستار عن وجه أكثر جدية وشراسة بالتعامل مع وكلائها في المنطقة، وأصبحت رسائلها مباشرة وصريحة وواضحة بتعاملاتها مع وكلائها ومع الآخرين أيضاً مما لا يحتمل الشك والجدال فيه، وبما أن العراق يمثل بعداً استراتيجياً مهماً لإيران بل أنه الأرض الأكثر قوة وصلابة والعصا التي تتمكن من خلالها إيران من أن تشق طريقها قُدماً باتجاه تنفيذ أجنداتها السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لذلك فإن التغيير الذي تحمله الحكومة العراقية القادمة هي تغيير وجوه لا غير، أما السياسة فخيوطها خارج حدود العراق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار