“إجتياح أجنبي شامل لا يُستبعد وصوله إلى كركوك”.. “أزمةُ كبيرة” قادمة نحو العراق!

خاص|..
حذر الخبير العسكري، أحمد الشريفي، اليوم السبت، من تداعيات اطلاق قوات قسد سراح العشرات من عناصر تنظيم داعش من مخيم الهول، وبينما أوضح أسباب عملية الاطلاق، أكد أن هذه الحالة تعزز ضرورة بقاء القوات الأميركية أما الاستغناء عنها سيجعل العراق في حالة خطر كبير قد تستثمره تركيا باجتياح شامل لا يستبعد وصوله إلى كركوك، وقد تستثمر هذه الثغرات أيضاً داعش للعودة إلى مناطق الاشتباك مجدداً والمشاغلة والتعرض، في وقت لا تزال هناك مناطق داخل الأراضي العراقية مفتوحة خالية من التواجد العسكري.
وذكر الشريفي لـ”جريدة“، أن “هناك أزمة كبيرة قادمة باتجاه العراق، لا بد أن تُعالج في البدء إعلامياً وسياسياً ثم بعد ذلك تتخذ الإجراءات العسكرية في الوقت المناسب، فما يحصل هو دائماً ما كان يوصف مخيم الهول بـ(قنبلة موقوتة) إقليماً وليس كأثير على الأمن القومي العراقي، وبالفعل هذا الذي حصل”.
وأضاف، أن “الدوافع التي جعلت قسد تجري ترشيقاً لما موجود في مخيم الهول هو أن هناك عملية محتملة وضغط من قبل الأتراك على قوات قسد، وأن الأخيرة لا تملك وفرة عديدة، لذلك هي تميل إلى ترشيق الجهد البشري لحماية مخيم الهول الذي يحوي على أكثر 50 ألف شخص وتشرف على حمايته قوات قسد وهي محدودة الإمكانيات والقدرات القتالية والعدد البشري”.
وتابع، “لذلك وجدت قسد تمهيد المخيم لاحتمال حرب تشنها تركيا على شمال سوريا وقوات قسد ستشتبك في هذا النزاع المحتمل، لذلك وفي إطار رفع الجهوزية بدأت إجراء عملية ترشيق داخل المخيم، ولا يمكن القول إن قوات قسد ضمن المؤامرة لكنها ضمن عملية التوازن”.
وأوضح، “لذلك قوات قسد رشقت وأطلقت سراح نحو 138 شخص ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى حدود 1400 شخص سيتم إطلاق سراحه ومعظمهم من الجنسية العراقية، ومعنى ذلك أن إمكانية تسللهم إلى الحدود العراقية واردة جداً في ظل كونهم مقاتلين محترفين ولديهم خبرة وقدرة قراءة الجغرافية بشكل جيد، وهم سبق وإن عملوا في مسألة كسر الحدود ما بين العراق والحدود السورية، ويأتي كل هذا في ظل وجود ثغرات حدودية واضحة، والتصعيد التركي الذي يجري الآن في إقليم كردستان وما تحدثه هذه العمليات من ثغرات، لذلك العراق أمام تحدي”.
وأكمل الخبير العسكري، أن “قوات قسد هي بشكل أو بآخر مدعومة من قبل الولايات المتحدة، والأخيرة تستخدم هذه المعادلة لاثبات ضرورة إبقاء وجودها، فهي تقول إن داعش لا زال يشكل تهديداً بدليل المعطيات الحالية التي تجري في الميدان، وأن بقاء الولايات المتحدة ضرورة لإعادة توازن الردع الاستراتيجي في المنطقة”.
وبيّن، “لذلك التهديد قائم، وإن اطلاق سراح هؤلاء من مخيم الهول، هو اثبات لذلك بوجود واقع عملي وتحدي مباشر، لكن بعض القيادات العسكرية العراقية قد تقول إن هناك قدرة على مسك الأرض، لكن هؤلاء المطلق سراحهم سينتشرون في مناطق ليست ممسوكة عسكرياً وغير منظورة أمنياً وتحتاج إلى الجهد التقني، وعلى مستوى القدرات الوطنية لا يمتلك العراق الجهد التقني”.
ومضى في حديثه: “لذلك هذه الحالة ستعزز فرضية ضرورة بقاء القوات الأميركية على أقل تقدير، أما الاستغناء عن القوات الأميركية سيجعل العراق في حالة خطر كبير وقد تستثمره تركيا باجتياح شامل لا يستبعد وصوله إلى كركوك وهذه الثغرات قد تستثمرها داعش أيضاً والعودة إلى مناطق الاشتباك مجدداً والمشاغلة والتعرض، في وقت لا تزال هناك مناطق مفتوحة خالية من التواجد العسكري”.
وخلص الشريفي إلى القول: “لذلك العراق أمام معضلة تحتاج إلى وعي وحكمة وتأني وقراءة مستفضية للمتغيرات الإقليمية وانعكاساتها على الشأن الداخلي، واعتقد أن الوفد الذي زار الولايات المتحدة قبل أيام أُفهم هذه الحقائق وعاد إلى العراق وهو يحمل هذه الرؤى”.