الأسباب والتداعيات.. “جريدة” تنفرد بتفاصيل افتتاح مكتب حماس في بغداد
خاص |..
كشف الخبير الاستراتيجي د.أحمد الشريفي، اليوم الجمعة ، تفاصيل عن افتتاح مكتب لحركة حماس الفلسطينية في بغداد، وبينما أكد أن احتكار القضية الفلسطينية بالفصائل العراقية يجعلنا في أزمة إقليمية، أوضح أن استقبال حماس المصنفة على لائحة الإرهاب والمدانة دولياً قد يؤدي إلى صِدام بين الولايات المتحدة وحكومة السوداني التي ترعى خيارات تعيدنا إلى اصطفافات المحاور، واحتمالية رد الولايات المتحدة لمثل هكذا إجراء وارد جداً، باستهداف منظومة القيادة والسيطرة السياسية والميدانية للفصائل.
وقال الشريفي لـ”جريدة“، إن “النفي الذي ورد نقلاً عن مسؤول عراقي هو جاء نفياً لفتح مكتب لقيادات حماس، وكأنه هو التفاف على الخبر، ولم ينفِ أن هناك مكتباً قد فتح للإعلام والسياسة والعلاقات مع حماس، وأن الاتفاف على النفي يدلل على أن هناك أمراً ما”.
وبيّن، أن “انسياق العراق مع قضية حماس واحتكار العراق للقضية الفلسطينية بعيداً عن التوازنات العربية والإسلامية يجعلنا في أزمة إقليمية، فنحن نغيب تلقائياً دور المملكة العربية السعودية ودور مصر والأزهر الشريف وأبعاده الدينية، فضلاً عن دول الخليج وما يجري في المنطقة، لذلك كأننا نحتكر القضية الفلسطينية بالفصائل في العراق، وليس العراق، لأن الكثير من القوى السياسية هي ترفض هذا الانفتاح تجاه حماس بعيداً عن التوازنات الإقليمية”.
وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن “الخطورة تكمن أن ارتجال مثل هكذا قرارات لجهة موصوفة وموضوعة على لائحة الإرهاب وهي مدانة دولياً كما أدينت حكومة نتنياهو، واستقبالها في العراق من قبل فصائل هي أيضاً توصف من قبل الولايات المتحدة بأنها إرهابية”.
وأضاف، “وبهذا كأننا نطلق خط شروع لعلاقة جديدة مع الولايات المتحدة تتخطى مسألة الحرج لحكومة السوداني بضربات الفصائل، وبدأنا نتحدث عن صِدام محتمل بين الولايات المتحدة وحكومة السوداني التي ترعى خيارات تعيدنا إلى اصطفافات المحاور، أي بمعنى أن هناك اصطفاف حكومي مع إيران وروسيا بمواجهة الدور الأميركي والأوروبي وتحديداً البريطاني في العراق، وهو واضح جداً من الخطاب الإعلامي والسلوك السياسي، فلم يعد مخفياً هذا التوجه بل ظهر في الإعلام، فضلاً عن الإجراء السياسي”.
وأشار الشريفي، إلى أن “استدعاء حماس يعني رغبة في إدامة الأزمة في غزة التي هي باتت مسألة إنهاءها مطلباً إقليمياً ودولياً، لما لها من تأثير كبير على احتمالية أن تتسع دائرة الصراع، والخطورة الأخرى، هي أن احتمالية رد الولايات المتحدة لمثل هكذا إجراء وارد جداً، وأن ما يجري في لبنان من عمليات تصفية لمنظومة القيادة والسيطرة لحزب الله، لا نستبعد أنها تنتقل إلى العراق، في ظل إمكانيات محدودة ولا توجد لدينا استراتيجية ردع لإيقاف أو مواجهة مثل هكذا تحديات، بمعنى ضربات قد تكون في العراق لمنظومة القيادة والسيطرة السياسية والميدانية للفصائل”.
وتابع، “لذلك نحن ندفع الأمور باتجاه مسار يرتفع فيه منسوب التحدي ومحاذير المواجهة في ظل غياب إرادة سياسية حرة ومستقلة تأخذ بمبدأ المصلحة العليا للدولة العراقية، يعني من الضروري عندما يتم اتخاذ هكذا قرار أن لا يحتكر من قبل الفصائل بعيداً عن التوافق الوطني، لأن الكثير من القوى لا تقبل خوض العراق لهكذا معادلة وتحدي فيه تحييد للدولة ومؤسساتها، وفيه تحييد للدور الإقليمي، بل يجب أن يكون هناك رأي إقليمي موحد لمعالجة القضية الفلسطينية بوصفها قضية عربية وإسلامية، حيث إن إشراك الفاعل الإقليمي مهم في حسم هذا الصراع”.
واختتم الشريفي بالقول إن “المرحلة تمضي باتجاه المزيد من التصعيد، ولم تقرأ الرسالة الأميركية قراءة عميقة من لدن المنتظم السياسي عموماً والحكومة العراقية خصوصاً، والتلويح بمجيء السفيرة الجديدة جاكوبسون هي إحدى هذه الرسائل التي لوحت فيها الولايات المتحدة لإعادة ضبط المسار السياسي في العراق، لكنها لم تكن مقروءة، ونحن على أعتاب تصعيد كبير لا نستبعد فيه اشتباكاً مباشراً بين إسرائيل والفصائل وتكون هناك أدواراً أخرى تؤثر في المشهد السياسي في العراق”.