“طرح جملة أسباب”.. تحليل عراقي يستبعد تصاعد الحرب في لبنان إلى مستوى الصِدام
خاص|..
رجح الأكاديمي والباحث الاستراتيجي، خالد المعيني، اليوم الأحد، عدم تصاعد الحرب في لبنان إلى مستوى الصِدام، وذلك لأن إسرائيل غير قادرة على فتح جبهتين في آن واحد خاصة بعد فشلها في غزة، أما إيران ضابط إيقاع حزب الله، فهي لن تدخل أي حرب مع إسرائيل أو أميركا، بل هي تعد العدة لبلورة محور وقطب دولي جديد للصراع القادم.
وقال المعيني لـ”جريدة“، إن “في الاستراتيجية هناك مبادئ شبه ثابتة، بأن مسارح العمليات وإن تعددت وتغيرت وتباعدت لكنها في الأخير مترابطة مع بعضها، وما يجري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان له علاقة بما يجري في غزة، وله علاقة بما يجري بين الفصائل العراقية والضربات ضد إسرائيل، وبما يجري بالصراع الإقليمي الأكبر بين إيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وبين ما يجري من صراع أكبر دولي ما بين المحور الإيراني الصيني الروسي، وما بين المحور الخليجي الإسرائيلي الأميركي الغربي، لذلك الأمور مترابطة”.
ورأى، أن “الحرب في لبنان لن تتصاعد إلى مستوى الصِدام، بل هدف إسرائيل بالنسبة لحزب الله هو إبعاده لما بعد نهر الليطاني لتأمين حدودها ومجالها الحيوي مع غلاف المستوطنات، أما عملياتياً، فلا اعتقد أن إسرائيل قادرة على فتح جبهتين في آن واحد، حيث فشلها في غزة واضح”.
وبين، أن “إسرائيل تعلمت على شن ضربات سريعة مع جيوش نظامية حيث حطمت الجيش المصري في 6 أيام وحطمت الجيش السوري في ضربة واحدة، وهذه الجيوش النظامية عندما تنهزم تنكسر معها إرادة الدولة المقابلة وينته الموضوع، أما الحرب التي تجري في المنطقة فهي تسمى (الحروب غير المتماثلة) بمعنى جيوش نظامية ضد مجموعات مسلحة مثل حماس وحزب الله والفصائل، فلا يوجد شيء نظامي تستطيع إسرائيل مقاتلته، لذلك فشلها حقيقياً في غزة، فقد كسرت هيبة الجيش الذي لا يقهر أمام شعبها أولاً وأمام العالم ثانياً، وعدم تحقيق أهدافها لغاية الآن في إطلاق سراح أسراها والقضاء على حماس كلياً منذ 9 أشهر”.
وتابع، “لذلك هناك من يتساءل في دوائر التخطيط الأميركي وحتى الإسرائيلي نفسه، إذا كان ضمن قطاع غزة ووجود الجيش فوق الأرض لكن لم يتم تحقيق أي انتصار على مستوى حركة حماس، فكيف بقتال حزب الله الذي هو بكامل قوته وجهوزيته؟، لذلك الوضع الإسرائيلي الداخلي وحتى العسكري لا يتحمل حرب استنزاف أخرى مع حزب الله لمدة عام، لذلك لن تصعد الحرب إلى المستويات كما يعلن عنها”.
وأشار إلى أن “إيران هي ضابط إيقاع حزب الله رسمياً، خاصة من ناحية التدريب والعقيدة والارتباط بالحرس الثوري، وأن إيران لن تدخل أي حرب مع إسرائيل أو أميركا، لأنها تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، وحتى عندما تم استهدافها أكثر من مرة في عقر دارها بقتل شخصيات لها في غاية الأهمية لم تحرك ساكناً، لذلك استراتيجياً إيران لن تدخل الحرب، لكن قد تحرك بالوكالة هذه الأذرع الخاصة بها لهدف واحد وهو اعتراف الغرب لها بنفوذها الإقليمي في المنطقة كدولة رقم واحد، أما من الناحية الاستراتيجية فهي تعد العدة بالاتفاق مع الصين وروسيا وكوريا لبلورة محور وقطب دولي جديد للصراع الدولي الكبير القادم”.
ولفت إلى أن “إسرائيل من المتوقع عندما تضرب لبنان فهي سوف تستهدف البنية التحتية للدولة اللبنانية لتزيد من الضغط الداخلي على حزب الله، ومن الجدير بالذكر أن نصر الله في حرب تموز 2006 أقر بعد أن استهدفت إسرائيل محطات الكهرباء اللبنانية بأنه اتخذ قرار الحرب من طرف واحد، ولو كان يعلم بهذا رد الفعل ضد البنية التحتية لما اتخذ قرار الحرب، لذلك هو محرج باتخاذ قرار حرب مع إسرائيل”.
وأوضح ، أن “حزب الله له محددان الأول خارجي يتعلق بإيران بأنها ليست جاهزة لدخول الحرب، والثاني الداخلي وهو الضغط الشعبي اللبناني الذي لا يرى في الحرب مع إسرائيل أي مبرر وليس طرفاً فيها، لكن قد تلجأ إسرائيل لاستهداف البنية التحتية اللبنانية لزيادة هذا الضغط الداخلي على حزب الله”.