“ذر الرماد في العيون فقط”.. تحفظات على تعيين شركة جديدة لدراسة جدوى طريق التنمية
متابعات|..
أكد المهندس الاستشاري الباحث في الشأن الاقتصادي يعقوب الخضر، أن تعيين الحكومة العراقية لشركة (أوليفر وآيمن) أرادت “ذر الرماد في عيون” الذين لديهم تحفظات وشكوك أزاء جدوى مشروع طريق التنمية، إذ ليس هناك أي دراسة جدوى جديدة أو حتى مراجعة لدراسة الجدوى الحالية المثيرة للجدل.
وقال الخضر في تدوينة على منصة “إكس” تابعتها ”جريدة“، مشروع طريق التنمية مرة أخرى:
اولا: وافق مجلس الوزراء بجلسته الاعتيادية الـ 18 بتاريخ 2024/04/30 وضمن متابعة المجلس لمشروع طريق التنمية، على تخويل وزارة النقل صلاحية التعاقد مع شركة (أوليفر وآيمن) لتقديم “الخدمات الاستشارية” لمشروع طريق التنمية.
ثانيا: استبشرنا وغيرنا، من الذين كانوا يطالبون الحكومة بتكليف شركة استشارات ادارية عالمية معتبرة متخصصة للقيام بدراسة جدوى جديدة للمشروع لما لديهم من تحفظات وعلامات استفهام كثيرة وكبيرة على ما يصرح به بعض المسؤولين وما يذكر بوسائل الإعلام عن ما جاء بدراسة الجدوى التي اعتدتها الشركة الإيطالية PEG الشركة غير المتخصصة بمجال تقديم الاستشارات الإدارية ودراسات الجدوى ناهيك عن التخصص بمجال الشحن البحري والنقل الدولي والعمليات اللوجيستية وسلاسل الامداد والتجارة الدولية، والتي هي أمور مهمة ومن صلب المشروع.
ثالثا: ليس هناك أدنى شك من ان الشركة المعينة، شركة أوليفر وايمن OliverWyman هي من الشركات العالمية الرائدة والمرموقة في تقديم الاستشارات الإدارية Management Consulting بالرغم من انها تقع بالدرجة Tier الثانية، ان صح التعبير، بعد الشركات العالمية الثلاث الاوائل بمجالات الاستشارات الإدارية McKinsey, Bain, and BCG حالها حال Deloitte, Strategy&, PwC, EY، Accenture وغيرهم. كما ان مجالات الشحن البحري والنقل الدولي والعمليات اللوجيستية وسلاسل الامداد ليس من نشاطاتها الرئيسية، ولذلك فلربما كانت ستقوم إما الائتلاف مع شركات متخصصة اخرى او الحصول على خدمات خبراء عالميين متخصصين بمجال اعمالهم، كما تفعل عادة شركات الاستشارات العالمية.
رابعاً: بيان وزارة النقل الذي يقول “بان شركة (اوليفر وايمن) الاستشارية العالمية تقدم خدمات استشارات مالية للحكومة العراقية في مشروع طريق التنمية” يعني ضمناً ان شركة (أوليفر وآيمن) لم تكلف بإعداد دراسة جدوى جديدة للمشروع ولا حتى مراجعة وتصحيح validation دراسة الجدوى، المثيرة للجدل، التي قامت بها الشركة الايطالية، بل بتقديم استشارات مالية للمشروع فقط، أي انها، على الاغلب، ستعمد على البيانات التي جاءت بها دراسة الجدوى الحالية.
خامساً: كما ان بيان للمكتب الإعلامي لوزارة النقل، الذي يقول، ان رئيس الوزراء وجه “بحسم ما تبقى من تعارضات تقع على مسار مشروع الطريق”، و”كما وجّه سيادته وزيرالنقل بحسم المصادقة على التصاميم المتعلقة بمشروع الطريق” وكما وأشار بيان أخر للوزارة “إلى ان الشركة العامة لسكك حديد العراق تواصل العمل على إنجاز مرحلة التصاميم الأولية لمساري طريق التنمية السككي والبري، حيث وصلت نسبة الإنجاز في الخط السككي إلى (75.61%)، وفي البري السريع وصلت الى (68.84%). وان عمليات تحري التربة بلغت اكثر من 80% وعملية المسح الطبوغرافي بلغت 1200 كم”. تؤكد انه ليس هناك أي دراسة جدوى جديدة او حتى مراجعة لدراسة الجدوى الحالية.
سادسا: كنا نتمنى وغيرنا، لو قامت الحكومة بتعيين احدى شركات الاستشارات الادارية المتخصصة بمجالات الشحن البحري والنقل الدولي والعمليات اللوجيستية وسلاسل الامداد والتجارة الدولية، مثل Maritime & Logistics او Drewry او Ramboll مع شركة OliverWyman ليس للقيام بدراسة جدوى جديدة معتبرة للمشروع فقط، بل والانتظار لاتخاذ القرار المناسب الصحيح والعمل بموجب بما سوف تأتي به هذه الدراسة من نتائج وتوصيات. ولكن يبدو ان الحكومة، بتعينها شركة OliverWyman انما ارادت فقط ذر الرماد في عيون اولئك الذين لديهم تحفظات وشكوك ازاء جدوى المشروع بناء على دراسة الجدوى الحالية، حتى وان كانت تحفظاتهم وشكوكهم نابعة فقط من مهنيتهم وحرصهم على مصالح العراق العليا التي هي قبل أي شيء