مصطفى الكاظمي: مشكلة العراق أخلاقية وقيمية وثقافية وليست سياسية فقط
متابعات|..
قال رئيس مجلس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، امس الثلاثاء، إنَّ مشكلة العراق الأساسية هي مشكلة أخلاقية وقيمية وثقافية وليست سياسية فقط.
وأوضح الكاظمي في مقال تابعته ”جريدة“، أن “جزءاً كبيراً من الطبقة السياسية غادرَ القيم الأخلاقية في تعامله السياسي إلى حدٍّ كبيرٍ، وذهب بعيداً في ذلك، رغم تبنيه العلني لها. والمؤسف أنَّ ذلك أصبح شائعاً في المجتمع العراقي، وعلى اختلاف شرائحه، وهذه هي معضلتنا الأكبر في بلاد الرافدين اليوم”.
وأضاف، أن “هذا التشخيص يوجبُ البحثَ عن أفق يشكّل منطلقاً لحلّ مشكلات البلاد. من دون معالجة هذا الخلل الفادح، فإنَّ الشرخ يزداد على اختلاف الأصعدة. لن يكون الخلل محصوراً بالعمل السياسي وسلوكيات بعض الممارسين له، بل سيتوسّع ليكون جزءاً من سلوكيات المجتمع وأفراده، ويتحوّل – لاحقاً – إلى سلوكٍ طبيعي”.
وتابع، “ولا بد من الإشارة إلى أنَّ مشكلتنا ليست في طبيعة النظام السياسي وآلياته أو دستوره، كما يرى كثيرون من أبناء شعبنا وطبقاته المثقفة. فالمقدرات والإمكانات والموارد والكفاءات قادرة على النهوض بالدولة ومؤسساتها وتثبيت استقرارها، لو أتيح الحكم لشخصية أو لطبقة سياسية ملتزمة بقيمها الأخلاقية من دون مساومةٍ أو مقايضةٍ، بالتوازي مع فهم الممارسين للعمل السياسي اللعبة الديمقراطية، وتمسّك الشعب بالأمل واقتناعه بإمكانية النهوض والتقدم رغم التجارب المريرة السابقة”.
وأشار إلى أن “البعض قد يعترض على ما تقدّم، ويقول إنَّ هذه تطلعاتٌ وآمالٌ بل أحلام، لأنَّ الواقع المحلي والإقليمي والدولي لا يسمح بذلك، لكن هذا الاعتراض لا يستند إلى رؤية واضحة وشاملة واطلاع على تاريخ بناء الدول. إذ شهدت دولٌ كثيرةٌ – في طريق نهضتها – إزالة أنقاضٍ وإصلاح خرابٍ عندما أتيح لأشخاصٍ أقوياء، متسلحين بأخلاقهم، تولّي حُكمها وقيادتها. كذلك شهدت دولٌ قويةٌ التراجع والتردي حين تسلط عليها حكامٌ استهانوا بالمنظومة الأخلاقية وقيمها، وعراق «البعث» خير دليلٍ على ذلك”.
وأكد، أن “التقاء الأخلاق والسياسة في التجربة العراقية أمرٌ ضروريٌّ، على أن تكون الإرادة الصادقة هي المساحة المشتركة للقاء هذين المفهومين. هكذا بإمكاننا المضي قدماً في طريق إصلاح نظامنا السياسي، والنهوض بدولتنا ومؤسساتها، وسلاحنا إرادةٌ صادقةٌ وعملٌ سياسيٌّ أخلاقيٌّ همّه الإنسان والوطن، لا المصالح والمكاسب الخاصة”.