العراق الضمآن لانتصارات الطوفان الفلسطيني

براء سلمان |…
طوفان الأقصى.. عملية تسر الصديق وتسوء العدى.. فقضية الأرض وأرض القضية أولوية الأحرار وإن بدت نارهم رمادا، فهم كما العنقاء ينهضون دوما من تحت الرماد لتعد معهم قضيتهم متصدرة أنظار العالم.. أما في العراق فهي تتصدر القلوب وترنو إليها الأماني بحثا عن دور في نصرتها.
فلسطين، قضية في ضمير العراقي لا تموت، مهما تراكمت على كاهله الأزمات، كأنّه يُحمّل نفسه مسؤولية تاريخية تَحمِلُه على الوقوف بجانب أشقائه عند أكناف الأقصى.. أو كأن رجالا أُلي بأس شديد جاسوا خلال ديار الاحتلال الكّرة تلو الكّرة، حتى تشبعت فلسطين في عقيدتهم الوطنية، لتصبح أبداً نصب أعينهم.. شاء من شاء وخان من أبى.
العزة المتحققة على يد الأشقاء تحس الروح العراقية بالضمأ الشديد لها، فالعراق ليس مجرد جزء من أمة، لكنه رمح الله في الأرض وجمجمة العرب.. فكيف لا يكون له دور في حرب أكتوبر الثانية وهو كان الفاعل الأبرز واليد الطولى في الحرب الأولى قبل نصف قرن! ومع ذلك يؤمن العراقيون أن الفرصة مواتية دائما ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة.. شاء من شاء وخاب من أبى.
العراقيون إذ خبروا الحرب وأدمنوها لا تهمهم الأسئلة عن نتائج الهجوم ولا يلتفتون إلى تحليلات المتحدثين عن عواقبه، فالرصاص عندهم أصدق إنباءً.. والسؤال في الأذهان ليس ذاك.. بل كيف يمكن مساندة الفلسطينيين بوجه العدو الأوحد؟ كيف يكون للعراق دور يجعله حاضرا كما دأب، وكما اعتاد شعبه؟ كيف ينهض العراق ليعود شامخا مدافعا عن قضايا أمته، شاء من شاء.. وطبّع من أبى.