الانزعاج الامريكي وتحديات السوداني

علاء الخطيب |..

يبدو ان كل رئيس وزراء عراقي سيواجه تحديات وان تعددت اشكالها ولكنها تتحد في الاسباب ، مادام هناك ثغرات خدمية وأمنية ، وضياع لمركزية القرار الحكومي ، وعجز الحكومات المتعاقبة على حل المشكلات الاستراتيجية ، كما يبدو ان واشنطن تضع كل رئيس بين مطرقتها وسندان ايران ، او فلنقل توقعه في الفخ الذي تنصبه له مسيقاً ، سواء كان الصين او ايران او اي دولة ليست على وفاق مع السياسة الامريكية ، فكل تقارب مع دول القائمة السوداء الامريكية هو خط احمر لا يجوز تجاوزه . واذا ما تجرأ المسؤول العراقي وتجاوز المحرمات الامريكية. سيواجه. مشكلات كبيرة ، تجبره على تقديم تنازلات او الخروج بوجه اسود ، كما حصل للسيد عبد المهدي .

ما حصل مؤخراً من انزعاج امريكي على خطوة السوداني من مقايضة النفط الاسود بالغاز ، وزيارة دمشق لن يمر دون عقوبة امريكية ” جرة اذن ” ولكن ليس كما حصل في العام 2019

لا اتوقع تكرار السيناريو الذي حدث في تشرين لعدة اسباب اولها فشل محرك التظاهرات وانشطار قوى تشرين وتفتتها ،ثانيا الشرخ الذي حصل بين التيار الصدري والتشرينيين ، وضع الحشد اقوى بكثير من السابق على مستوى التنظيم الداخلي.
خطوات الحكومة الاخيرة في التعيينات واقرار الميزانية وتعيين موعد انتخابات المجالس المحلية ، والهدوء النسبي بين بغداد واربيل ، و الانشطارات الشيعية الشيعية والكردية الكردية. والسنية السنية ستلقي بضلالها على المشهد السياسي ، ولا اعتقد ان الظروف مهيأة كما كانت عليه في تشرين 2019

لكن بنفس الوقت امريكا لن تقف متفرجة وستقوم بوضع العصي امام حركة السوداني ما استطاعت ، وقد اتضحت بعض ملامح هذه التوجهات في في عدم دفع مستحقات الغاز مما تسبب في تدهور مستوى تغذية الطاقة الكهربائية للمواطنين ، وربما كان هذا بالتفاهم مع ايران التي رفضت تزويد العراق. بالغاز رغم معرفتها المسبقة بالنوايا الامريكية. بعرقلة الدفع ، وفي اشهر القيض. وظهرت بوادر عدم الاستقرار في التظاهرات الاخيرة بحجة الكهرباء والاعتداء على مقرات الحشد وحزب الدعوة وغيرها، وبغض النظر عن من ضد من ، لكنه مشهد يوحي بعدم الاستقرار .

السوداني كان ذكياً في لملمة الموضوع. والاعلان عن اتفاق بين العراق وايران في عملية المقايضة ، وكذلك الاتفاق مع توتال والشركات الاماراتية ، والطلب من كازاخستان وقطر تزويد العراق بالغاز ، وهي رسالة سودانية لواشنطن مفادها ان العراق غير متمسك بالغاز الايراني اذا وجد البديل ، وان ما يهم العراق هو شعبه ومصالحه .

الانزعاج الامريكي باعتقادي ليس من خطوة السوداني باتجاه طهران ودمشق ، ولكنها استخدمت ذلك كورقة ضغط ، على خلفية اعتقال ” الباحثة ” الاسرائيلية الروسية .

وهذا الاعتقاد ربما سيكون في صالح السوداني اذا ما احسن استخدام هذا الملف و سيخفف الانزعاج الامريكي اذا ما حصلت مقايضة بين العراق وامريكا لصالح اسرائيل. واذا ما حصلت عرقلة في هذا الجانب ستلجأ امريكا الى تحريك الشارع بالف حجة وحجة .

ولكن ليست كسابق عهدها فلكل ظرف ادواته .

خاص #جريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار