عن سانت ليغو ..لا تزعلوا

جمانة ممتاز |..

كنتُ “سابقاً” شابة مندفعة، واشارك في التظاهرات؛ وانا شاهدة كيف انشق التيار المدني الى عدد من التكتلات؛ وفي كل انشقاق يتناقص العدد وتغيب الرؤية الموحدة؛ ومشكلة الطابع الذي يتسم به التيار المدني ” ليس الكل” الغرور الذي لا يخدم اي قضية.

لم اشارك في تظاهرات تشرين؛ ولكني متابعة جيدة، انشق المتظاهرون الى العديد من التيارات والتجمعات وغابت الرؤية مرة أخرى، وأصروا على تجاهل الهرمية واختيار ممثل عنهم، لذا عمت الفوضى ولم يظهر شخص يوحد هذه التيارات ” الناشئة” والتي تفتقد الخبرة والتي ستشارك لاحقاً في الانتخابات؛ وكان من يتظاهر الى جوارهم التيار الصدري، والتيار كتلة منظمة منضبطة بحكم الهرمية التي يمثلها السيد الصدر؛ لذا كان لابد من ظهور شخص مؤثر قادر على التفاوض مع التيار الصدري عند الخلاف؛ لم يظهر احد؛ لذا في حسابات القوى السياسية هذه قوة ضعيفة فوضوية لا تأثير لها الا على نفسها.

من جانب آخر؛ للتيار الصدري ثقل سياسي في العراق وحتى في الحسابات الدولية فخلفه كتلك بشرية كبيرة؛ عموماً فاز في الانتخابات ولم يستطع تشكيل حكومة ولكن لماذا انسحب؟ انسحاب التيار الصدري ترك فراغاً خلفه ومكن الاحزاب الخاسرة من الصعود وتشكيل الحكومة والاكثر من هذا افراغ البرلمان يعني تمرير القوانين وهذا ما حصل الآن مع قانون سانت ليغو خصوصاً اذا ما عرفنا ان القوى السياسية السنية متماهية مع الإطار لأنه يوفر لها استمرارية البقاء عبر اقرار سانت ليغو؛ فلماذا يتظاهر التيار الآن؟

في الطرف الآخر؛ الإطار رغم الخلافات جهة متماسكة وموحدة القرارات ولها باع طويل في التجربة السياسية يمتد الى ابعد من ٢٠ سنة؛ بعضهم شغل السياسة والمعارضة من قبل سقوط نظام ٢٠٠٣؛ هذه القوة لا يجب ان ينظر لها باستخفاف وسطحية وإنما بواقعية وعقل ودون انفعالات عاطفية، اي جهة تريد ان تعارض الإطار عليها ان تشتغل سياسة حقيقية وتعرف من أمامها وتضبط مؤيديها وتوحد الرؤية. حتى يكون لديها ادوات معارضة، في الشارع والبرلمان وممرات التفاوض. اخي لا تفكر في “التهوويس ” في الشارع فقط، اشتغل سياسة.

منقول من صفحتها 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار