انتخابات 2025: تغيّرات جوهرية في المشهد الكردي .. ماذا عن غياب الجيل الجديد؟

خاص|
يشهد العراق استعدادات متسارعة لخوض الانتخابات الاتحادية لعام 2025 وسط اختلافات جوهرية عمّا جرى في دورة 2021، لاسيما في بنية القانون الانتخابي وطبيعة المنافسة داخل إقليم كوردستان.
ويؤكد الباحث والكاتب السياسي الكوردي علي إبراهيم باخ في حديث لـ”منصة جريدة” أن عودة العمل بنظام “سانت ليغو” مع اعتماد المحافظة دائرة انتخابية واحدة أعادت الزخم تنظيمياً للأحزاب الكبرى، بعدما كانت الدوائر المتعددة قد أفسحت المجال أمام قوى ناشئة ومستقلين لتحقيق خروقات انتخابية.
وأشار باخ إلى أن هذا التغيير يمنح الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني أفضلية واضحة على حساب القوى الصغيرة، ويقلّص فرص تحويل حضورها الاجتماعي إلى مقاعد نيابية، مستشهداً بتجربة قوى مثل “الجيل الجديد” والاتحاد الإسلامي في انتخابات 2021.
وفي سياقٍ متصل، تشهد الساحة السياسية في كوردستان تحولات لافتة، إذ عاد الاتحاد الوطني بقوة على حساب حركة التغيير التي تعاني تراجعاً ملحوظاً، فيما أفرغت الساحة الانتخابية للمعارضة الجديدة بعد اعتقال شخصيات بارزة مثل رئيس حراك الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد ورئيس الجبهة الشعبية لاهور شيخ جنكي، إلى جانب رئيس حزب برهم صالح السابق، الأمر الذي انعكس بوضوح على الحملات الانتخابية الحالية.
ويلفت باخ إلى أن الخطاب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني يتجه هذه المرة نحو رؤية اتحادية شاملة تستهدف العرب والتركمان والشبك وغيرهم، بينما يشهد خطاب الاتحاد الوطني عودة نسبية للنبرة القومية بعد سنوات من التوجه نحو بغداد.
وحول تراجع الخطاب القومي في الدعاية الانتخابية، يرى باخ أن ذلك يعود لتغيير أولويات الشارع الكوردي نتيجة الضغوط المعيشية وتأخر الرواتب وارتفاع البطالة، الأمر الذي جعل الجمهور أكثر تركيزاً على الخدمات وفرص العمل بدلاً من الشعارات الرمزية. كما فرضت اعتبارات مالية وإدارية داخلية، وتعقيدات إقليمية ودولية، ضرورة تعزيز التفاهم مع بغداد لضمان الاستقرار المالي والسياسي.
ويخلص الباحث إلى أن البيئة السياسية الحالية تدفع الأحزاب الكوردية نحو خطاب عملي قابل للتطبيق، يعزز المؤسسات ويقلص مساحة عدم اليقين، ما سيترك أثره المباشر على نتائج انتخابات 2025 ومسار العلاقة بين الإقليم والمركز.


