باحث استراتيجي: العراق يعيش تراجعًا دبلوماسيًا في عهد السوداني ودوره الإقليمي أصبح هامشيًا

خاص|

أكد الباحث الاستراتيجي أحمد الياسري أن المرحلة الدبلوماسية في عهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني شهدت تراجعًا واضحًا في الأداء الخارجي للعراق مقارنة بالحكومات السابقة، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية لم تنجح في صياغة مبادرات دبلوماسية فاعلة أو في تعزيز موقع العراق ضمن محيطه الإقليمي والدولي.

وأوضح الياسري خلال حديث لـ“منصة جريدة” أن “الوزير الحالي هو ذاته الذي شغل المنصب في عهد الحكومة السابقة، إلا أن أداء الدبلوماسية العراقية في عهد السوداني جاء أضعف، لا سيما بعد ما شهدته السفارات العراقية من محاصصة حزبية أثرت بشكل مباشر على فاعلية التمثيل الخارجي”.

وأضاف أن العراق لم يكن جزءًا من المحاور الإقليمية المؤثرة، ولم يتمكن من لعب دور في ملفات حيوية كالملف الفلسطيني أو العلاقات الأميركية – الإقليمية، بخلاف دول مثل قطر وتركيا ومصر والسعودية التي تمتلك تأثيرًا مباشرًا في مراكز القرار العالمية.

وبيّن الياسري أن “السوداني انشغل بإدارة التوازنات الداخلية، وبملفات الفصائل والتنظيمات والعلاقات مع أطراف داخلية متعددة، مما حدّ من قدرته على التحرك الخارجي وصياغة مبادرات إقليمية”، مضيفًا أن “اعتماده المفرط على البُنى العشائرية بدلاً من المؤسسات التنفيذية والدبلوماسية أضعف من صورة الدولة العراقية على المستوى الدولي”.

وأشار الباحث إلى أن “العراق لم يتمكن من استثمار التحولات الإقليمية والدولية لصالحه، سواء في ما يتعلق بتراجع دور بعض القوى أو في الملفات الاقتصادية والأمنية”، لافتًا إلى أن غياب الرؤية الاستراتيجية والتخطيط الخارجي جعل الدور العراقي هامشيًا في المشهد الإقليمي المعقد.

وختم الياسري بالقول إن “المرحلة المقبلة تتطلب مراجعة شاملة للسياسة الخارجية العراقية، وتحويل التركيز من إدارة الأزمات الداخلية إلى صناعة مبادرات إقليمية تسهم في تعزيز مكانة العراق واستعادة دوره التاريخي في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار