“برافو” لحميد الشطري.. الباحث علي أغوان يحلل اللقاء الأخير مع الشرع بـ7 نقاط

بقلم/ علي أغوان

في الصورة  رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي يجلس امامه الرئيس السوري احمد الشرع عشية انسحاب القوات الامريكية والتحالف الدولي من العراق من ثم سوريا بعد عام من الان .

بروتوكولياً يستطيع الشرع ان يجلس خلف الطاولة ويستقبل الشطري استقبال رسمي من مرتبة اعلى كرئيس دولة الى مرتبة ادنى كرئيس جهاز مخابرات بدون ان تقع عليه اي مسؤولية بروتوكولية ، لكن جلوس الشرع امام الشطري فيه احترام كبير للعراق وللشطري وفيه دلالات كثيرة.

كذلك ،عادةً ما تكون هذه اللقاءات مغلقة وبدون اعلام ولا تصوير ،لكن الجانب السوري ينشر هذه اللقاءات وينشر معها بيانات صحفية ،وهذا ايضاً فيه دلالات كثيرة .

قبل ايام استقبل الشرع مبعوث الولايات المتحدة توم براك وجلس خلف الطاولة واستعمل البروتوكول بالكامل ، بينما لم يفعل ذلك مع الشطري والعراق ، سارفق بعض الصورة في التعليقات.

ما نستنتجه ايجابياً من هذه الصورة ومن اللقاءات المستمرة عدة امور ،اهمها :

1- هناك انفتاح وايجابية سورية اتجاه العراق لترميم العلاقات الثنائية ، التنازل عن البروتوكول في العلاقات الدولية يعطي ايحاء اخوي ورسائل ايجابية كبيرة . لا اعلم هل الشرع يقصد ذلك ام لا ؟ لكن ما لاحظته من خطابات الشرع الاخيرة انه يرغب بالتواصل مع العراق بقوة ، لا بل الشرع قالها بانه يحتاج العراق كثيراً لبناء سوريا الجديدة .

2- الشطري هو الاخر ، وبكل مهنية يزور دمشق للمرة الثالثة خلال اقل من ثمان اشهر بصورة معلنة ،اتصور انه زار سوريا عدة مرات بصورة غير معلنة . الزيارات المتتابعة جعلت الشطري اكثر انفتاحاً واوصل صورة حقيقية عن العراق وثقله واهميته في المنطقة من خلال محاولة مواجهة التحديات القادمة بصورة مباشرة ،حيث قال للشرع نحن قلقين من نمو داعش والمخيمات والانفلات الامني في بعض المناطق وقلقين على وضع الاقليات ، يجب ان تتعاملوا بحذر مع هذه الملفات التي نعدها ملفات مشتركة تؤثر على امننا القومي ! .

نحتاج للتنسيق لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الامريكية وقوات التحالف من البلدين !!

3- الشطري هنا يمثل العراق وشعبه العظيم ويمد يد العراق لسوريا . السوريين عرفوا حجم العراق وحجم اهمية الشطري الحالية والمستقبلية فاحتراموه لانهم يحترمون العراق ، ليس لانه رئيس جهاز المخابرات فقط ، بل لانه قد يكون احد مفاتيح المشهد السياسي المستقبلي للبلاد .

4- نحتاج لعقلية مهنية كبيرة تمسك مفاصل ادارة هذا البلد كعقلية الشطري وغيره ، فالعلاقات الدولية لاتدار وفق نظرية “هذولة ربعنا ومن جماعتنا” بل تدار وفق نظرية وينستون تشرشل التي تقول ، لا يوجد صديق دائم او عدو دائم ، يوجد مصالح دائمة ” وهذا ما يفعله الشطري بتجاوزه كل العقد الضيقة والنظر للعقد الاكبر .

5- هذه اللقاءات تمهد لمستوى اخر من العلاقات العراقية السورية والتي قد تبدأ على شكل بروتوكولات تعاونية لاستثمار 618 كلم من الحدود المشتركة واستثمار الساحل السوري للاستيراد والتصدير كبدائل عن الاحتكارية التي تمارس على العراق من قبل جيرانه الاخرين ، بمعنى اننا امام فرصة انفتاح وتنويع للعلاقات الطاقوية والتجارية يجب ان لا نضيعها كما نفعل دائماً.

6- الاستمرار بلقاء السوريين مهم جداً لاكمال وضع الحلول للمشاكل العالقة في مخيم الهول وسجن غويران وسجن الحسكة وكذلك فيما يخص الجماعات المسلحة التي ما تزال تتدافع داخل سوريا مثل قسد .

7- الامن القومي العراقي في امان لطالما ان العقلية التي تديره عقلية متحررة من عقد الماضي ومن عقد الهويات الضيقة . برافو للسيد حميد الشطري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار