اقتصادي لـ”جريدة”: الاستثمارات العالمية قادرة على فرض إرادتها لضمان عبور النفط العراقي إلى أوروبا

خاص|
أكد الخبير الاقتصادي صفوان قصي أن قرار الجانب التركي بشأن خط أنابيب النفط يستند إلى جملة من الاتفاقيات القانونية السابقة، مشيرًا إلى أن التطورات الأخيرة، ولا سيما العقود المبرمة بين وزارة النفط العراقية الاتحادية والشركات الأميركية، تعكس رغبة واضحة لدى العراق في رفع حجم صادراته النفطية عبر الأراضي التركية، عبر ميناء جيهان، إلى أكثر من 700 ألف برميل يوميًا.
وأوضح قصي في تصريح لـ“منصة جريدة” أن “هذا التوجه يعكس تحولا استراتيجياً في مسارات التعاون بين بغداد وأنقرة، لا سيما في ظل الإشارات المتزايدة إلى أهمية مشروع (طريق التنمية) كممر استراتيجي لعبور الطاقة من العراق ودول الخليج، عبر الأراضي التركية، نحو الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف، أن “العراق يمتلك عدة خيارات وبدائل استراتيجية، إلا أن بوصلته تظل موجهة نحو تحقيق تكامل اقتصادي مع تركيا، في إطار إرادة دولية تؤمن بضرورة تعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية”.
ورأى قصي أن وصول النفط والغاز العراقيين إلى أوروبا عبر الأنابيب التركية لا يسهم فقط في تحقيق مصالح العراق الاقتصادية، بل يشكل عاملًا داعمًا لنمو واستقرار الاتحاد الأوروبي، ما يمنح الدول الأوروبية، ومعها الشركات الأميركية والأوروبية الكبرى، فرصة حقيقية للضغط على الجانب التركي لضمان انسيابية هذه الموارد الحيوية وبدون قيود.
واختتم بالقول: “ما زالت هناك حاجة إلى التفاهم والحوار لحل الإشكالات العالقة، لكن في نهاية المطاف، فإن الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة قادرة على فرض إرادتها وضمان تدفق هذه المادة الحيوية نحو الأسواق العالمية عبر الأراضي التركية”.