الهلالي يحلل رسائل الحنانة: اختبار سياسي وأخلاقي بل وثيقة استراتيجية

خاص|

أكد المحلل السياسي عائد الهلالي أن رسالة “صالح محمد العراقي”، خلال اجتماع “الحنانة” الأخير، لم تكن خطاباً عابرًا أو عرضًا سياسيًا لحظيًا، بل وثيقة سياسية تحمل أبعادًا استراتيجية وتفتح بابًا لقراءة مشهد أوسع من مجرد المشاركة في الانتخابات.

وقال الهلالي لـ“منصة جريدة” إن “ما طرحه العراقي من تساؤلات خلال الاجتماع لم يكن مجرد استفتاء لآراء الجمهور أو استطلاع موقف، بل كان اختبارًا سياسيًا وأخلاقيًا للمرحلة المقبلة، ومحكمة سياسية لفرز المواقف”، مشيرًا إلى أن “الأسئلة التي وُضعت على الطاولة كانت من العيار الثقيل، وتتعلق بجوهر الإصلاح، من حصر السلاح بيد الدولة، وتقوية مؤسساتها الأمنية، ودمج الحشد ضمن الإطار الرسمي، إلى محاربة التبعية والفساد”.

وأوضح أن “الرسالة لم تتضمن دعوة صريحة لأي تحالف انتخابي، بل كانت بمثابة معيار واضح، من لا يحمل مشروعًا وطنيًا صادقًا، لا يستحق صوت الشرفاء، ومن يدّعي الإصلاح، فعليه أن يقدّم ضمانات مكتوبة وموثقة، لا وعودًا فضفاضة”.

وأضاف الهلالي أن “رسالة العراقي لم تكن موجهة إلى الأطراف السياسية فحسب، بل تضمنت خطابًا داخليًا للتيار الصدري ذاته، تحذيرًا واضحًا للقيادات التي حاولت القفز على الثوابت، فجاء الرد حاسمًا عبر طرد من خالف تلك الضوابط، والتشديد على أن المشاركة السياسية داخل التيار ليست أمرًا روتينيًا، بل مسؤولية ترتبط بقيم ومبادئ واضحة”.

وتابع: “أبعد من السياسة، حملت الرسالة بُعدًا شرعيًا ضمنيًا، بإسقاط التكليف عن السيد مقتدى الصدر وأنصاره في حال لم تتوفر الضمانات الحقيقية للمشروع الإصلاحي، ما يعني أن القرار المقبل للتيار سيكون مرتبطًا بمدى جدية الأطراف في احترام تلك الثوابت”.

وختم الهلالي تصريحه بالقول: “اجتماع الحنانة كان أكثر من لقاء سياسي؛ كان لحظة وطنية فارقة، وكتابة جديدة على جدران الألم العراقي، حيث ذكّر التيار الجميع بأن الوطن أكبر من الانتخابات، وأعلى من الكراسي، وأبقى من كل العناوين الزائلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار