خريطة الفصائل تحت المجهر.. من يقاتل لأجل وطن ومن يحارب لأجل الخارج؟ (تحليل الصميدعي)

خاص |
أكد المتخصص في الشأن الأمني، مجاهد الصميدعي، أن لكل فصيل مسلح طبيعته وتركيبته الخاصة التي تستند إلى دوافع معينة كانت سببًا في ظهوره، مشيرًا إلى أن فهم تلك الدوافع يفسر مسار الفصائل ومستقبلها.
وقال الصميدعي لـ“منصة جريدة” إن “الفصائل المسلحة الكردية في تركيا على سبيل المثال، تقاتل بدوافع قومية وعرقية، وتسعى لتحقيق حقوق جماعة إثنية دون أن تكون تابعة لجهة خارجية أو تقاتل لأجل شخصية معينة”، لافتًا إلى أن هذه الفصائل تختلف تمامًا عن الفصائل التي تنشأ بدوافع حزبية أو بدعم من دول مجاورة، والتي لا تستند إلى مشروع وطني واضح.
وأضاف: “في العراق لا توجد عملية تحرر وطني، ولا توجد صراعات إثنية حقيقية تستدعي تشكيل فصائل مسلحة، بل إن الدوافع وراء نشوء تلك الفصائل هي شخصية، حزبية، أو مرتبطة بولاءات خارجية دينية أو سياسية”، مشددًا على أن “الارتباط بالخارج والدافع الديني هما المحرك الأساسي لغالبية الفصائل العراقية، وليس المشروع الوطني”.
وبيّن الصميدعي أن “التجربة التركية مع الفصائل الكردية المسلحة شهدت نوعًا من الاحتواء عبر مفاوضات سلمية، أفضت إلى تهدئة رمزية، تمثلت بإحراق رمزي للسلاح، دون أن يجري تسليم فعلي له، ما يعكس هشاشة الاتفاق”، مضيفًا أن “تلك التهدئة قد لا تدوم طويلًا، إذ أنها ارتبطت بشروط معينة وأشخاص محددين، وقد تعود الفصائل للعمل المسلح في حال أخلت الحكومة التركية بتلك الشروط”.
وختم حديثه بالقول إن “الفصائل العراقية محكومة بزوال دوافعها، سواء بانتهاء الدعم الخارجي أو تراجع الخطاب الديني الذي يغذي وجودها، في حين تبقى الفصائل ذات الدوافع الوطنية هي الأكثر قابلية للاستمرار إن وُجدت، شرط أن تنطلق من رؤية وطنية شاملة ومستقلة”.