إيران ما بعد الحرب: براغماتية جديدة ومصالحة مع الواقع

بقلم/ مجاشع التميمي

بعد انتهاء الحرب الإيرانية–الإسرائيلية، تتجه المنطقة نحو مرحلة جديدة محورها حوار أمريكي–إيراني مباشر قد يُمهّد لتطبيع تدريجي في العلاقات بين واشنطن وطهران، تحت مظلة تسويات استراتيجية أوسع. هذا التحول لن يكون مفاجئاً، بل هو ثمرة لتغيّرات داخلية عميقة تشهدها إيران، حيث بدأ جيل سياسي جديد بالصعود، يتسم بالبراغماتية والواقعية، يتقدمه وزير الخارجية عباس عراقجي، ما يعكس تراجعاً تدريجياً لنفوذ التيار العقائدي التقليدي في صنع القرار.

ورغم صمود إيران واتباعها سياسة النفس الطويل في مواجهة الحرب، إلا أنها تكبدت خسائر باهظة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي. كما أن العقوبات الأميركية أنهكت الاقتصاد الإيراني، وأفرزت أزمات معيشية متعددة تتطلب حلولاً عاجلة. المرحلة القادمة ستشهد تحوّلاً نحو التركيز على معالجة هذه الأوضاع، وترميم البنية الاقتصادية، بعيداً عن الشعارات الثورية والخطابات الأيديولوجية.

ومع احتفاظ النظام بثوابته العقائدية، خصوصاً مبدأ ولاية الفقيه، إلا أن أولويات الدولة ستتحول نحو تحسين الداخل، وتوفير الاستقرار، وهو ما يعكس وعياً متنامياً لدى القيادة الإيرانية بأن بقاء الدولة واستمرار نفوذها الإقليمي يرتبط بالقدرة على إدارة الاقتصاد أكثر من خوض الحروب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار