نيويورك تايمز: حرب الطاقة بين إيران وإسرائيل تهدد مضيق هرمز وأسعار النفط تتأرجح بين الانفجار والهبوط

ماذا عن العراق ؟

متابعات 

قال محللون اقتصاديون إن استمرار التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يثير مخاوف كبيرة بشأن أسواق الطاقة العالمية، وسط توقعات بسيناريوهات متباينة قد تصل إلى مضاعفة أسعار النفط إذا طال أمد القتال أو تعطلت الإمدادات عبر الخليج.

وذكر تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” تابعته “منصة جريدة”، أن مستودعات النفط في العاصمة الإيرانية طهران تعرضت، الأحد، لقصف جوي إسرائيلي، ما زاد من توتر الأوضاع في منطقة تعتبر من أكبر مصادر النفط في العالم بقدرة إنتاجية تقارب 25 مليون برميل يوميًا.

وأوضح التقرير أن الضربة الأولى أدت إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 7% الجمعة الماضية، قبل أن تتراجع بنحو 3% مع بداية الأسبوع الجديد، رغم بقاء خام برنت دون متوسط أسعار 2024 البالغ نحو 80 دولارًا للبرميل، إذ سجل قرابة 74 دولارًا للبرميل وقت إعداد التقرير.

وأضاف محللو “دويتشه بنك”، بحسب التقرير، أن الأسواق تواجه نطاقًا واسعًا من الاحتمالات، تتراوح بين تجاوز سعر البرميل حاجز 120 دولارًا في أسوأ الحالات، أو انخفاضه إلى حدود 50 دولارًا في حال استقرار الأوضاع.

ونقل التقرير عن بشار الحلبي، كبير محللي أسواق الطاقة في “أرجوس ميديا”، قوله إن “السوق استوعب علاوة المخاطر الجيوسياسية”، مؤكدًا أن الأسعار لن تشهد قفزات ضخمة ما لم تنقطع الإمدادات فعليًا.

لكن في المقابل، حذرت هيليما كروفت، رئيسة استراتيجية السلع العالمية في بنك الاستثمار “آر بي سي كابيتال ماركتس”، من أن خطر توقف الإمدادات يزداد بشكل كبير إذا تحولت المواجهة إلى حرب مفتوحة، مشيرة إلى أن أسوأ سيناريو قد يكون إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي ثلث صادرات النفط الخام المنقولة بحرًا عالميًا و20% من الغاز الطبيعي المسال.

وبيّن التقرير أن تقديرات “دويتشه بنك” تفترض أن إغلاق المضيق لمدة شهرين قد يدفع سعر البرميل إلى 124 دولارًا، لكن هذا التحرك قد يواجه برد فعل عسكري من واشنطن وحلفائها لحماية خطوط الملاحة.

وفي حال استمرت المعارك دون الوصول إلى مرحلة الإغلاق الكامل للمضيق، يرى محللون أن طهران قد تلجأ إلى مضايقة السفن وتهديد حركة الناقلات، فضلًا عن تحريك جماعاتها الحليفة في العراق لاستهداف منشآت النفط العراقية التي تُصدر أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميًا.

وأشار التقرير إلى أن تكاليف استئجار ناقلات النفط من المنطقة ارتفعت بالفعل مع تنامي المخاطر، إلا أن تدفق الخام ما زال طبيعيًا حتى الآن وفق بيانات شركة “كبلر” المتخصصة في تتبع حركة الشحن.

كما لفت محللو “نيويورك تايمز” إلى أن إسرائيل قد تكثف ضرباتها لمنشآت تصدير النفط الإيرانية بهدف تعطيل قدرة طهران على تمويل برنامجها النووي، وهو ما قد يزيد من شح الإمدادات.

ويتوقع الخبراء أن تلجأ دول أوبك الكبرى مثل السعودية والإمارات إلى زيادة إنتاجها لتعويض أي نقص محتمل، لكنهم يشككون في قدرة هذه الخطوة على سد الفجوة بالكامل إذا خرجت صادرات إيران المقدرة بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا عن الخدمة.

واختتم التقرير بتوقعات “غولدمان ساكس” التي أشارت إلى احتمال وصول سعر خام برنت إلى 90 دولارًا للبرميل في حال توقف الإنتاج الإيراني، مع عودة الأسعار إلى مستوى 60 دولارًا بحلول 2026 مع تعافي الإمدادات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار