قيم مافيوية… الكاظمي يفتح النار على من يشترون أصوات العراقيين

متابعات
تطرق رئيس الوزراء العراقي السابق، مصطفى الكاظمي، في مقابلة متلفزة إلى واقع العملية السياسية والانتخابية في البلاد، منتقداً آليات التنافس والتحول الديمقراطي، ومؤكداً الحاجة إلى نظام سياسي جديد قائم على عقد وطني شامل.
وقالت الكاظمي في مقابلة بثتها قناة “السومرية”، وتابعتها “منصة جريدة” إن “القانون الانتخابي مفصَّل لصالح القوى السياسية، ولا يتضمن شروط النزاهة”، قائلاً: “لن أكون شاهد زور على هذه الانتخابات”، مبيناً أنه لم يشارك في انتخابات 2021 حتى لا يُتَّهم باستغلال موقعه كرئيس للجهاز التنفيذي حينها.
وتابع الكاظمي: “الوضع يتدهور مع كل عملية انتخابية، ويحتاج إلى إعادة تقييم شاملة”، مضيفاً: “أنا لا أدعو إلى المقاطعة، لكنّي أتحفظ على الآلية”.
وأكد الكاظمي أن “النظام السياسي وُلد مشوّهاً وأنتج تجربة مشوهة”، داعياً إلى “تغيير النظام لا إسقاطه”، مقترحاً “التحول إلى نظام رئاسي يتكامل مع البرلمان”، ومشيراً إلى أن “الشعب هو من يعاقب الرئيس في هذا النموذج، والتغيير يجب أن يكون داخلياً لا خارجياً”.
وتطرق الكاظمي إلى العلاقة مع الكرد، متسائلاً: “لماذا لا نذهب إلى الكونفدرالية معهم، أو نعطيهم مساحة أكبر ضمن الفيدرالية لإنهاء المشاكل؟”.
وعن كواليس توليه رئاسة الحكومة، كشف الكاظمي: “عام 2018 كنت مرشحاً ورفضت، لكن وافقت في 2020 لأن الوضع كان متجهاً نحو انهيار الدولة”، لافتاً إلى أنه استلم الدولة “منهارة اقتصادياً”، وأسعار النفط كانت “سالب صفر”، ولا توجد حتى أموال للرواتب.
وبيّن أنه قدّم “ورقة اقتصادية وفّرت أموالاً”، وكان يتمنى أن “تستمر بها الحكومة الحالية”، مضيفاً: “استلمت 48 مليار دولار وسلّمت بعد سنة وأربعة أشهر أكثر من 90 مليار دولار”، مؤكداً أن “لا دولار واحد من أموال الأمن الغذائي استفادت منه حكومتي، بل هيّأته لحكومة السوداني”.
وتحدث الكاظمي عن “حملات شيطنة” استهدفته، قائلاً: “لم أرد على من شوّهني، وتحوّل الحرامي إلى بريء”، مضيفاً: “افتتح أول برج للغاز في حكومتي، وهناك من استهدف حتى أبراج الكهرباء لإفشالها”.
وأكد أنه “حارب الفساد”، لكنه واجه جيوشاً إلكترونية نجحت في “تشويه صورته”، مضيفاً أن “المرجعية الدينية تريد دولة مدنية”.
وفي جانب أمني، أشار الكاظمي إلى أن “الفصائل دخلت في معركة ضده أثناء حكومته”، مبيناً: “لو انتعشت تلك الفصائل في زمني لما قاتلتني”. ونفى انتماءه إلى حركة تشرين، قائلاً: “لم أكن صانعها ولا جزءاً منها، لكني حميت أبناءها”.
وعن علاقته بالتيار الصدري، قال: “علاقتي مع الصدر محترمة وتاريخية، ومشاريع المقاومة خرجت من عباءته”، لكنه أشار إلى أن “بعض نواب التيار الصدري كانوا سلبيين معي أثناء وجودهم في البرلمان”.
ودعا الكاظمي إلى “حوار حقيقي ومصالحة وطنية”، كاشفاً أن “البعض طلب مني قتل الصدريين عند دخولهم البرلمان، لكني لم أفعل”، مضيفاً أنه “منع إطلاق النار على المتظاهرين من جميع الأطراف”، وفتح تحقيقاً بشأن “قتل أحد متظاهري الإطار”.
وفي ما يخص محاولة اغتياله، قال الكاظمي: “الحديث عنها يفتح الجروح، ولا أريد التطرق إليها الآن، لكن من حاول قتلي هم أبناء جلدتي”.
ورداً على زيارته لبعض الدول العربية وتركيا، قال: “لا تعليق”.
وحول سياسة العراق الخارجية، أشار إلى أن “التصعيد في المنطقة سيؤثر على العراق”، مؤكداً أن حكومته “ابتعدت عن سياسة المحاور ونجحت في ذلك”، واصفاً “التعاطي الدبلوماسي بوجهين بأنه خطأ”.
وأكد أن “إيران خسرت نفوذها في لحظات، وعليها أن تراجع نفسها”، مضيفاً أن “الطبقة السياسية في العراق أيضاً عليها أن تراجع مواقفها”.
وفي ما يخص الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أوضح الكاظمي: “هناك من يسوّق لفكرة أن ترامب جاء لإسقاط النظام، وهذا غير صحيح، بل أمنيات فقط”.
وحذر من أن “المتغيّر في العراق داخلي، يتعلق بالكهرباء والمياه”، داعياً إلى “عدم استغلاله لتصفية الحسابات مع الحكومة”.
وطالب الحكومة بـ”الاستجابة لمطالب الناس، حتى لا يستغلها البعض لنشر الفوضى”، مؤكداً أن “العراق يجب أن يعيد توجهه الدبلوماسي ويبتعد عن سياسة المحاور”.
وحول الإطار التنسيقي، قال الكاظمي: “هناك من يراهن على تفتته، لكنه سيبقى موحداً بعد الانتخابات بفعل (المايسترو)”.
وختم الكاظمي المقابلة بالقول: “يجب أن تكون هناك موالاة ومعارضة في الحكم”، مؤكداً: “أنا في طور بناء مشروع سياسي بالتعاون مع قوى مدنية شبابية”.