الباحث ياسين طه لـ”منصة جريدة”: الشعبوية الانتخابية تعطل القرار الكردي السيادي

خاص
قال الباحث الأكاديمي الكردي ياسين طه، إن الشارع الكردي اليوم بحاجة إلى انسحاب ممثليه من بغداد ومقاطعة الانتخابات العامة المقبلة، موضحًا أن هذا الطرح لا يستند إلى تبرئة حكومة الإقليم أو تحميل الحكومة الاتحادية كامل المسؤولية، بل لأن المعادلة أعقد وتتطلب جردة حساب قانونية وسياسية ومالية معمقة.
وفي تصريح خاص لـ“منصة جريدة”، أوضح طه أن “السبب الأول لهذا الطرح يتمثل في استمرار القوى السياسية الكردية، على مستوى الأحزاب، بدعم هيكل العملية السياسية في العراق بشراكة مع القوى الشيعية والسنية، ما يجعل ملف الموازنة ورواتب الموظفين يبقى في الهامش، يتأرجح كما حدث طوال السنوات الإحدى عشرة الماضية”. وأضاف أن “الحل الجذري لا يُتوقع إلا عند حدوث أزمة سياسية كبرى قد تفرض حلولاً طويلة الأمد تصمد لولاية حكومية كاملة”.
وتابع أن “السبب الثاني يتعلق بطبيعة المشهد السياسي الكردي، إذ أن كثيراً من الأزمات تنبع من التنافس الانتخابي والشعبوية السابقة للاستحقاقات، مما يعيق اتخاذ مواقف فعلية. وبمقاطعة الانتخابات، يمكن للأحزاب الكردية التحرر من ضغوط الدعاية الشعبوية والتحرك وفق مقتضيات الواقع”.
وأشار طه إلى أن “الحكومة الاتحادية لا تزال تختار الطريق الأسهل والخاطئ دائماً، وهو تحميل الموظف الكردي كلفة الخلافات المعقدة، بدل الضغط المباشر على حكومة الإقليم أو ملاحقة الشركات النفطية ومبيعاتها”.
واعتبر أن “قطع الرواتب والتضييق على المواطنين يمثل عقاباً جماعياً لا يليق بدولة، ولا يعكس أي عدالة”.