التميمي: اشتباكات السيدية أحرجت الحشد .. والديمقراطية العراقية “مشوّهة”

متابعات|
أكد المحلل السياسي مجاشع التميمي أن الاشتباكات التي وقعت في منطقة السيدية شكّلت إحراجاً كبيراً لهيئة الحشد الشعبي، خاصة وأنها تزامنت مع محاولات إثبات التزام الحشد بأوامر الدولة ودمجه في الإطار الرسمي للمؤسسة العسكرية.
وقال التميمي، خلال مشاركته في برنامج “الثامنة” الذي يقدمه الزميل أحمد الطيب، وتابعته “منصة جريدة” إن “الاشتباكات المماثلة لما حصل في السيدية لا يمكن معالجتها بالقوة”، محذراً من أن “استخدام السلاح ضد الفصائل المسلحة قد يؤدي إلى ما “لا يُحمد عقباه”.
وأشار إلى أن “الإطار التنسيقي يجري اتصالات مكثفة لتطويق تداعيات ما جرى، مشدداً على أن الواقع العراقي يفتقر إلى مؤسسات ناضجة أو مكتملة، وأن السلاح الموازي لسلاح الدولة ما يزال موجوداً”.
وأضاف التميمي أن بعض الفصائل الجهادية لا تعبأ كثيراً بالواقع السياسي، في وقت يحاول فيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي وصفه بـ”المحظوظ”، الاستفادة من دعم بعض أطراف الإطار التنسيقي، مقابل أطراف أخرى تسعى لتوريطه سياسياً.
وأوضح أن بعض القوى الجهادية ما تزال تؤمن بخطاب “تحرير العراق من واشنطن”، إلا أن هذا المسار بدأ بالتراجع تدريجياً. كما لم يستبعد تكرار الاشتباكات المسلحة في المستقبل، خاصة في ظل التوترات التي قد تنتج عن نتائج الانتخابات المقبلة.
وفي سياق متصل، وصف التميمي السوداني بأنه “مدني” من الناحية العملية، لكنه جاء من خلفية حزبية دينية، مشيراً إلى أنه يفضّل الحوارات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية.
وانتقد التميمي الواقع الديمقراطي في العراق، قائلاً إن الديمقراطية العراقية مشوّهة بسبب التدخل الدولي، وإن الثقة بصناديق الاقتراع لم تتحقق بشكل كامل حتى الآن.
وفي الملف الاقتصادي، أشار إلى أن أكثر من 30 مصرفاً عراقياً ما زالت مجمّدة، وأن النظام المصرفي يعاني من انتكاسات متتالية.
وفي ما يتعلق بالانتخابات، رأى التميمي أنه لا يوجد ما يشجّع الأغلبية الصامتة على المشاركة الفاعلة، مرجحاً أن يذهب بعض الملتزمين بخطاب المرجعية إلى مقاطعة الانتخابات. كما استبعد مشاركة عوائل شهداء الحشد الشعبي في السباق الانتخابي المرتقب، مشيراً إلى أن الجفاف والظروف المعيشية الصعبة في مناطق جنوبي بغداد تزيد من تعقيد المشهد السياسي والاجتماعي.