الغضبان: الحوادث واردة في التدريب.. ولا ينبغي إقالة القادة العسكريين بشأن واقعة ذي قار

خاص

قال الخبير الأمني عبدالغني الغضبان إن الحوادث التي تقع خلال التدريبات العسكرية تُعد ضمن النسب المقبولة في سياقات التعليم والتأهيل العسكري، غير أن ما حدث في الكلية العسكرية الرابعة يشير إلى احتمالية وجود خلل خارج عن نطاق التدريب التقليدي، وربما يتعلق بحالات تسمم.

وأوضح الغضبان في تصريح خاص لـ”منصة جريدة”، أن “السياقات المعتمدة في الكليات العسكرية تشمل تدريبات شاقة قد تؤدي أحياناً إلى إصابات أو حتى وفيات بنسبة تصل إلى 5%، وقد شهدنا خلال سنوات سابقة مشاركات للطلبة في تدريبات قاسية مثل القفز من الجسور، أو الاشتراك في دورات الصاعقة، ما كان يؤدي إلى حوادث كالغرق أو ضربات الشمس”.

وأضاف: “الفارق أن بنية الطالب في السابق كانت أكثر تماسكاً، أما اليوم فمعظم الطلبة لا يمتلكون اللياقة الكافية لتحمّل شدة التدريب، ومن الملاحظ أن عدداً منهم لا يتحمل درجات الحرارة العالية أو الجهد البدني الشديد”.

وأشار الغضبان إلى أنه “في حال ثبت أن الحادثة ناتجة عن ظروف التدريب فقط، فإنها تبقى ضمن الإطار الطبيعي للتدريبات العسكرية، ولا تستوجب بالضرورة إجراءات عقابية كما حدث مع إقالة قائد الكلية”، مبيناً أن “المسؤولية الإدارية تُحمّل فقط في حال ثبت وجود إهمال أو تقصير خارج عن إطار التدريب المتعارف عليه”.

وتابع بالقول: “إذا تبين أن السبب يرتبط بالتسمم الغذائي أو تلوث في مياه الشرب، فإن الأمر يخرج عن نطاق التدريب ويستوجب تحقيقاً معمقاً، لمعرفة ما إذا كان هناك خطأ إداري أو فعل متعمد، وبالتالي فإن التسرّع في إصدار العقوبات الإدارية قبل ظهور نتائج التحقيق يُعد تصرفاً غير دقيق”.

وأكد الخبير الأمني أن “القانون العسكري ينص على تشكيل مجلس تحقيقي في مثل هذه الحوادث، وعلى ضوء نتائجه تُتخذ الإجراءات اللازمة”، موضحاً أن “من غير المنطقي أن تسجل حالتا وفاة وثماني إصابات حرجة لمجرد تدريبات اعتيادية”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار