الموسوي: التصحر اجتاح البلاد.. وغطاء الأرض النباتي انتهى!
للسنة الخامسة توالياً

خاص|
قال الخبير المائي تحسين الموسوي، إن العراق يمر بعام خامس على التوالي من الجفاف، نتيجة التغير المناخي وقطع المياه من دول المنبع، مشيرًا إلى أن هذا الواقع يهدد الأمن البيئي في البلاد، وخاصة مع جفاف الأهوار التي تبلغ مساحتها أكثر من 20 ألف كيلومتر مربع، والتي كانت تسهم في التوازن البيئي وتخفيف درجات الحرارة.
وأضاف أن “الخزين المائي في العراق حاليًا سيئ جدًا ولا يتجاوز 11 مليار متر مكعب، ما ينذر بخطر بيئي كبير قد يزيد من نسب التصحر”.
وذكر الموسوي في تصريح خاص لـ “منصة جريدة”، أن “العراق دخل المرحلة الثالثة من التصحر، وهي الأخطر، إذ فقدت التربة غطائها النباتي، وبدأت بالانجراف، مما أدى إلى تصاعد العواصف الغبارية، وقد يصل عدد الأيام المغبرة إلى أكثر من 40 يومًا سنويًا، بينما العواصف الرملية قد تتجاوز 120 مرة في السنة، وفقًا لتقارير أممية”.
وأضاف أن “كل نصف درجة ارتفاع في الحرارة يؤدي إلى تراجع إنتاجية الأرض بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20%، كما يؤثر الجفاف والعواصف على صحة الإنسان، خاصة من حيث الأمراض التنفسية والجلدية وانتشار الحشرات والقوارض، وتزايد حالات الاختناق داخل المستشفيات”.
وأشار الموسوي إلى أن “سياسة إدارة المياه في العراق سيئة جدًا، وكل الدراسات حول هذا الملف لا تتعدى تحديد المشكلة دون الشروع بالحل، مما راكم الأزمة وعمّقها”، لافتًا إلى أن “ملف المياه أصبح أزمة عالمية، ورغم ذلك لا يُدرج ضمن أولويات الوفود العراقية في زياراتها الخارجية”.
وانتقد غياب المتخصصين في ملف الموارد المائية ضمن الوفد العراقي إلى تركيا، مؤكدًا أن “الاتفاقيات المعلنة مؤخرًا كانت محبطة، إذ لم تتضمن شيئًا بخصوص المياه، بل اقتصر الحديث على اتفاقات أمنية وعقود مع جامعات، بينما تجاهلوا قضية مصيرية كملف المياه”.
وختم الموسوي بالقول: “تركيا تواصل تنفيذ مشروع الغاب وتفرض حصارًا مائيًا على العراق، بينما تحقق فوائد اقتصادية ضخمة من التبادل التجاري معنا، الذي يتجاوز 21 مليار دولار؛ أما نحن، فنعاني من شح المياه وتراجع الزراعة، وهذا الملف بات يهدد الأمن القومي والاجتماعي والسياسي للعراق”، محذرًا من أن “الخطة الزراعية الصيفية لهذا العام في حكم الملغاة”.