بقلم الصحفي وليد ابراهيم: عندما تتجه الأنظار لروما

اقلامهم /..

ان حدث ونجحت المفاوضات الإيرانية الأمريكية التي تجري حاليا بجولتها الثانية في روما (مقر السفير العماني)، فانها ستكون ضمن سقف الاستجابة الإيرانية للشروط ألامريكية التي تم تحديدها بوقت سابق وقبل انطلاق هذه المفاوضات.
هذه الشروط والاستجابة، ستساهمان بشكل كبير في الحد من التطلعات الإيرانية وسياستها الخارجية، او لنقل على الاقل في اعادة رسمها من جديد. وفي كل الاحوال فان كل هذا سيكون بموافقة ادارة ترامب.
ازدهار المنطقة سيكون مرهونا باستقرارها، واستقرارها بات مرتبطا بشكل كبير بنجاح هذه المفاوضات. وهذا كله سيخرج من تحت المظلة الأمريكية، مع شديد الأسف. وعندئذ، امريكا لن تكون الشيطان الأكبر.

توقع مالات هذه المباحثات سيكون صعبا لان لا احد يعرف كيف يفكر ترامب الممسك بخيوط هذه اللعبة تماما. وايضاً لا احد يستطيع توقع ردات فعله. وهذا الكلام ينطبق على من الكثير من العاملين معه في ادارته.
الخشية هي أن تكون هذه المباحثات بالنسبة لترامب عبارة عن اسقاط فرض ليس إلا.

صحيح أن المفاوض الإيراني حذق، وأثبت في اكثر من مناسبة انه يتمتع بكثير من المهارة والصبر والتأني، لكن المشكلة ان الخيارات امامه تكاد تكون معدومة، او هي في احسن الاحوال محدودة جدا.

ان صحت هذه التوقعات فالمنطقة اصبحت امام حقيقة واحدة، وهي المواجهة. وفي هذه الحالة فان على الجميع الاستعداد للدخول في مرحلة العد التنازلي، ان لم تكن، هذه المرحلة قد بدات فعلا.

التحشيد العسكري الأمريكي في المنطقة لا يبشر بخير أبدا.
ممكن جدا النظر إلى هذا التحشيد على انه جزء من مناورات أمريكية ضمن ما بات يسمى “الضغوطات القصوى” التي تمارسها ادارة ترامب ضد ايران، وان الهدف منها هو إرغام ايران على تقديم تنازلات وبالتالي إنجاح المفاوضات.
لكن واقعية هذا الكلام باتت ضعيفة ازاء مايقابلها من اشارات قوية تدفع جميعها باتجاه وقوع المواجهة. المواجهة التي ستكون كلفتها باهضة جدا على الجميع بمن فيهم امريكا.

ايران لن تتخلى عن مشروعها النووي، ولا عن برنامج الصواريخ الباليستية، وهما شرطان رئيسيان وضعتهما ادارة ترامب كشرط لانجاح هذه المباحثات. وان فعلت فان هذا سيكون ضمن سقوف هي من سيحددها؛ اعني ايران وليس الطرف الأمريكي، وهذه مشكلة حقيقية سيكون من الصعب جدا توقع ان ترامب سيوافق عليها.

هذان البرنامجان (النووي والصواريخ) يمثلان ركنا أساسيا ضمن عوامل القوة العسكرية الإيرانية، فكيف يمكن توقع ان ايران ستتخلى عنهما؟ وان فعلت (وهذا مستبعد) فانها ستكون دولة غير ذات قيمة حقيقة من ناحية القوة في محيطها.

خلاصة القول؛ ايران لن ترضى أن تخرج من هذه المباحثات دولة ضعيفة، وهذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه هذه المباحثات.
السوال الان هو؛ ماهي السبل التي يمكن ان تساهم في التوصل الى اتفاق يضمن لايران انها ستكون دولة قوية وفاعلة في محيطها وبنفس الوقت تحقق للطرف الأمريكي مبتغاه.
اراها معادلة صعبة التحقق.
نحتاج إلى معطيات واليات وأدوات غير المعطيات والآليات الحالية للوصول إلى هكذا اتفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار