وهم طبول الحرب

بقلم/ د هيثم هادي نعمان

الحرب لن تحدث رغم ان طبولها تقرع ، النظام الايراني البراغماتي يلعب باوراق اقليمية عدة من اجل تحقيق هدفيين رئيسين هما : بقاء النظام السياسي واستمراره والثاني الحصول على اعلى مقدار من القوه النووية بحدود مقبولة دوليا ،
ان دبلوماسية ايران في التفاوص اعتمدت على الأذرع الخارجية لتحقيق الهدفين . ويمكن تقسيم المساومة الإيرانية في دبلوماسية الأذرع في هذه السنه إلى المراحل التالية

مرحلة طوفان الاقصى : وهي المرحلة التي قررت ايران فيها الغاء فكرة مشروع عزلها بعد ان وصل التطبيع العربي الاسرائيلي لذروته لذا قررت ايران تحريك اذرعها في حماس بهجوم الطوفان وفعلا نجحت في افشال امكانية عزلها السياسي واعطت فرصة لايقاف العرب من مشروع التطبيع والوقوف ضده بعد الرد الاسرائيلي على غزه وتعبئة الجمهور العربي في معظم البلدان.

مرحلة مقتل هنية : وهي المرحلة التي قالت فيها ايران لمنافستها إسرائيل بان السياسة براغماتية ويمكن لايران ان تحرك حماس ولكنها يمكن ان تقطع راس حماس في اي لحظة .

مرحلة البيجرات واغتيال السيد نصر الله :

اندفع حزب الله للهجوم والمشاركة مع حماس و بنفس الأسلوب السياسي لايران قامت بتدمير الخط الاول للحزب عبر اعطاء معلومات دقيقة عن موقع السيد نصر الله واغتياله بالاستدلال على مكانه ومن المعروف ان هذا الاختراق مستحيل لولا معلومات وتنازلات ايرانيه وبالتالي قالت ايران كما حركت حماس وحزب الله فاني قادره على إنهائهم .

مرحلة التخلي عن الاسد

وهي مرحلة متطورة غلبت بها ايران الـعرب فهي استطاعت ان تضرب عبر حماس و حزب الله وهي استطاعت ايضا ان تعطي وتقدم وتتنازل وبالتالي هي انهت الطريق التاريخي العسكري من العراق الي سوريا لمحاربة اسرائيل والذي استخدم في ١٩٧٣ وعمليا بعد التخلي عن حزب الله فلا فائدة عسكرية من سوريا

المرحلة الحالية وهي مرحلة ان تنال ايران المقابل على سياسية الاذرع والاتفاق حيث لم يبقى لايران في سياسية الأذرع السياسية إلا العراق وهي ستفاوض على نفوذ محدود في العراق بحيث يضمن لها الاستقرار ويضمن عدم تكرار فوبيا الحرب الذي أسست لها الحرب العراقية الإيرانية ، ووصول ٦٠ شركة أمريكية الى بغداد والاتفاق ما هي الا بدأبة لاستبدال جزئي للنفوذ الإيراني، لذا فأننا في المرحلة الأخيرة من الاتفاق وان التنازلات التي قدمتها ايران كافية جدا لاعطائها مكافئتين الاولى بقاء النظام والثانيه مشروع نووي محدود .

بالمناسبة استنتجت هذه النقاط من خلال مراقبة الاحداث وبعد حوار مع اكاديمي ايراني في جامعة طهران التقيته في احد الموتمرات العلمية في احد الدول وحصل هذا الحديث قبل هذه الاحداث وقال لي ان ابن السيد الخامنئي يفكر بشكل مختلف ومخيف وسيتنازل عن الكثير من الاذرع من احل البقاء

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار