الضربة والرد بين واشنطن وطهران.. من يتلقى اللكمة الأولى؟ تحليل حيدر سلمان
ضربة وشيكة

خاص |
قال الباحث في الشأن السياسي حيدر سلمان، إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قدمت جملة من المطالب القاسية لإيران، ما زالت تشكل محورًا للتصعيد المتجدد في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الشروط تمثل خطوطًا حمراء ترفضها طهران بشدة.
وأضاف سلمان في تصريح لـ”منصة جريدة” أن “من أبرز هذه المطالب تفكيك كامل البرنامج النووي، بما في ذلك البرنامج السلمي، رغم أن إيران وصلت إلى مراحل إنتاجية متقدمة فيه، وأصبح ذا بعد اقتصادي مهم”.
وأشار إلى أن “واشنطن طلبت أيضًا تفكيك البرامج الصاروخية، وهو ما ترفضه طهران باعتبار أن هذه البرامج تمثل قوة ردع فعالة ضد أي اعتداء محتمل”، لافتًا إلى أن “المطالب شملت كذلك تفكيك برامج صناعة الطائرات المسيرة، وهو برنامج دفاعي هجومي تعتبره إيران من الأعمدة الرئيسية في منظومتها العسكرية”.
وتابع أن “الإدارة الأمريكية طالبت إيران بوقف أشكال الدعم كافة لأذرعها في الخارج، ووقف الدعم العسكري واللوجستي للفصائل الموالية لها، خاصة التي شاركت في استهداف إسرائيل مؤخرًا، إلا أن إيران ترى في هذا الامتداد جزءًا من قوتها الإقليمية”.
وأكد سلمان أن “الحديث في الإعلام الإسرائيلي يشير إلى ضربة أمريكية إسرائيلية وشيكة تستهدف المواقع النووية والعسكرية الإيرانية، ويتوقع أن تكون الأوسع نطاقًا”.
وأوضح أن “إيران في المقابل سترد على أي ضربة باستهداف القواعد الأمريكية والقطع البحرية، فضلًا عن الأراضي الإسرائيلية، مستخدمة كثافة نارية عالية وأهدافًا مشلّة وحيوية”.
وأشار إلى أن “الطرفين يدرسان حاليًا ما يمكن أن يشل قدرات الآخر بشكل فاعل، مع الإدراك الكامل بأن الضربة والرد لن يكونا نزهة لأي طرف”.
وختم سلمان بالقول إن “إيران لا تمتلك سلاحًا نوويًا حتى الآن، وما يفصلها عنه هو فتوى دينية، والسؤال المطروح الآن: هل تدفعها الأحداث نحو تصنيعه؟ أم تكتفي بما تملك؟ وهل تمضي إدارة ترامب في سياسة حافة الهاوية أم توجه ضربة فعلية؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة، والسعيد من يبتعد عن التصعيد كي لا تصيبه الشظايا”.