حروب مقبلة وشرق أوسط على كف عفريت!

بقلم فلاح المشعل|..

أفول المشروع الإيراني بعد تصفية حزب الله وسقوط نظام الأسد في سوريا، بدأ عصر المارد التركي في الشرق الأوسط، دون تكلفة باهظة كما كانت تدفعها إيران على حساب دولتها التي تراجعت كثيرا اقتصاديا وأمنيا.

ما يحدث في سوريا يجعل الأهداف الاستراتيجية لتركيا قريبة جدا من التحقق، وأولها إنهاء التهديد الكردي في إقامة دولتهم القومية، والتي يمكن أن تنشأ وفق برنامج تشكيل إدارات اتحادية، على غرار ما حصل في العراق، لتلتقي مستقبلا في دولة كردية كونفدرالية!

تركيا تعمل على استثمار الوضع السوري، وإنهاء مركزية القوة الكردية في تنظيم قسد وجماعات البكه كه، وبقية التنظيمات الكردية غير الموالية لها، وإنهاء تواجدها في مدينة گوباني والمناطق الكردية المحاددة للجغرافية التركية.

أول حرب يمكن أن يخوضها الجيش التركي، بالمشاركة مع الجماعات المسلحة الموالية لها في سوريا، ستكون حرب إنهاء الوجود الكردي، وتأمين الحدود الجيوسياسية التي تهدد الأمن القومي التركي، إذن سيكون الداخل السوري على شفا حرب داخلية، في حال تعذر على الجانب الأمريكي إيجاد الحلول للوضع المتداخل والصعب في مناطق شرق وشمال الفرات.

سوريا وبحسب الدروس والتجارب السياسية التي حدثت في المحيط الإقليمي، سوف تنذر بحرب أو مجموعة حروب تتصارع فيها القوى الداخلية بهدف السيطرة وفرض إرادتها، وقد عشنا وشاهدنا ذلك في التجربة الإيرانية والتجربة الأفغانية والتجربة العراقية، وجميع التجارب التي يقودها أو يشترك فيها الإسلام السياسي المتشدد.

إنهاء الوُجود السياسي والعسكري ل”قسد”، ربما يغري تركيا، ويفتح شهيتها نحو العراق، أي إقليم كردستان الذي يؤرق الدولة الكردية والإيرانية على حد سواء، وهنا تجد في إيران حليفا لها في هذا المشروع، وتطبيق التمدد التركي في الداخل العراقي، بعد اجتثاث الوُجود الإيراني (السياسي والميليشاوي) من الداخل العراقي، والذي تعمل على اجتثاثه الولايات المتحدة الأمريكية.

النظر في مستقبل الأحداث يستدعي قدرا عاليا من التعمق وقراءة أهداف الاستراتيجيات التي بدأت تتجلى بعد فشل المشروع الإقليمي الإيراني، وقد يزحف الخطر ومشروع التغيير نحو الداخل الإيراني، في ضوء التهديدات الإسرائيلية -الأمريكية ومجيء إدارة ترامب، وقد تأتي بمفاجآت غير متوقعة، كما حدث في لبنان وسوريا، وأصاب العالم بذهول وصدمة مازالت ارتداداتها وتداعياتها تحدث هزات سياسية في دول الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار