كسل وظيفي والعراق يدفع الثمن.. المشهداني: التعيين الانتخابي أنهك الموازنة!
خاص |..
أكد الخبير الاقتصادي والأكاديمي عبدالرحمن المشهداني، اليوم الاثنين، أن معالجة الترهل الوظيفي في العراق باتت مهمة بالغة الصعوبة على الحكومة الحالية والحكومات اللاحقة، بسبب التعيينات غير المدروسة التي تمت خلال السنوات العشر الماضية.
وقال المشهداني لـ”جريدة”: إن “التعيينات التي حصلت خلال السنوات الأخيرة كانت انتخابية بامتياز، ولم تستند إلى حاجة فعلية للوظائف، ما أدى إلى إرهاق الجهاز الحكومي بأعداد كبيرة من الموظفين تفوق قدراته، بدليل أنك اليوم، إذا ذهبت إلى أي دائرة حكومية ستجد عشرة موظفين يعملون على مكتبين فقط، والباقي يجلسون بلا عمل، ما يعكس حجم الفوضى في التوظيف”.
وأضاف، أن “المشكلة انتقلت إلى قطاع التعليم العالي أيضًا، حيث تم تعيين موظفين وتدريسيين في تخصصات لا تحتاجها الكليات، مثل الإعلام والجغرافيا والعلوم الإسلامية بدلاً من التخصصات المطلوبة كالاقتصاد والإدارة والمحاسبة، وهذا النوع من التعيينات أحدث ارتباكًا كبيرًا في النظام الوظيفي وأدى إلى تراجع الإنتاجية، حيث أصبح الموظفون يشعرون بعدم الحاجة لبذل جهد طالما أنهم يتلقون نفس الراتب”.
وأشار المشهداني إلى أن “الحكومة تواجه ضغطًا من المظاهرات الشعبية التي تطالب بالتعيينات الحكومية، وهو ما يدفعها إلى الرضوخ أحيانًا”.
واختتم المشهداني حديثه بالقول: “الوضع الحالي أصبح معقدًا للغاية، حيث تحولت التعيينات إلى مطلب دائم وضغط مستمر على الموازنة العامة، مما يجعل من الصعب على الحكومات اتخاذ قرارات حاسمة لإصلاح الترهل الوظيفي”.