تقرير: العراق ساحة الحرب الإسرائيلية المتوقعة بعد هدنة لبنان

متابعات|..

في ظل تفاؤل متزايد باحتمال الإعلان القريب عن اتفاق لوقف النار في لبنان، تصاعدت المخاوف من احتمالية بدء إسرائيل بتنفيذ ضربات جوية على العراق.

فمع وصول المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت في مطلع الأسبوع، كانت التوقعات بأن احتمالات مهمته مناصفة. الصعوبة أن ما ذهب للتفاوض بشأنه يتجاوز مضمون القرار الدولي 1701 المطروح بكونه مخرجاً، بحكم أن المعادلة الميدانية تخطت مندرجاته.

في المقابل، يراهن هوكشتاين، بحسب تقرير لـ”العربي الجديد” تابعته ”جريدة“، على أن المعطيات لا بدّ أن تفرض التكيّف مع العروض المطروحة للتفاوض التي تختلف بصيغتها الراهنة “عما كان مطروحاً قبل أسبوعين أو شهرين من حيث أنها ليست نسخة عنها” كما قال ماثيو ميلر، المتحدث الرسمي في وزارة الخارجية الأميركية.

ويبدو أنه كان لدى الإدارة الأميركية إشارات توحي بوجود استعداد لمثل هذا التكيف. وقد تعزز هذا الاعتقاد عندما مدّد هوكشتاين زيارته لبيروت وإلى أن صار الاتفاق “في متناول اليد” حسب توصيفه، الذي لم يبق سوى بعض اللمسات “التقنية” لإنجازه، أي المتعلقة بالإخراج. وقد انعكس ذلك برفع درجة التفاؤل في واشنطن، ولو أن الخارجية حرصت على إبداء التحفظ حفاظاً لخط الرجعة كي لا يفاجئها نتنياهو بتعجيزاته التي لجأ إليها لنسف أكثر من محاولة لوقف النار في غزة.

في ظل هذه الأجواء سُلِّطَت الأضواء على البيان الذي صدر عن اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي العراقي برئاسة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الذي “حثّ واشنطن على اتخاذ خطوات حاسمة بالتعاون مع بغداد، عملاً باتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين، لمساعدة العراق على الدفاع عن نفسه في وجه التهديدات الإسرائيلية”، مطالبة واشنطن بتفعيل هذه الاتفاقية، ومن خلال اجتماع طارئ بهذا المستوى، أضفى طابع الجدية والعجلة على الموضوع.

في تعقيبه على هذا التطور، قال المتحدث ميلر إنه لم يطلع بعد على هذا الخطاب من جانب العراق، واعداً بالرد على السؤال في وقت لاحق.

ووفق ما ذكرته تقارير، فإن الولايات المتحدة “أبلغت العراق بأن إسرائيل قد تقوم باستهداف وشيك لمواقع فصائل عراقية وأنها (أي واشنطن)، استنفدت ما لديها من ضغوط على إسرائيل لصرفها عن هذه العمليات إذا لم تبادر بغداد إلى القيام بخطوات سريعة ضد هذه الفصائل”.

ميلر اكتفى بالقول إنه ليس لديه ما يدلي به حول “معلومات تخمينية نقلتها الصحف”. لم ينفِ أن الإدارة الأميركية أبلغت بغداد بنيات إسرائيل في هذا الخصوص وبما يؤكد صحة الرواية. والمعروف أن الإدارة تؤيد دون مواربة “حق إسرائيل” في ضرب هذه الفصائل وغيرها التي “تستهدف إسرائيل بصواريخها”.

ولا يستبعد مراقبون أن تسارع حكومة نتنياهو فور التوصل إلى وقف نار في لبنان إذا تحقق ذلك، إلى البدء بتوجيه ضربات جوية إلى مواقع الفصائل في العراق، إن من باب الردع أو من باب الرد على عملياته لإبقاء الساحة مشتعلة مع إيران عبر أذرعها في المنطقة، ولا سيما أنها عازمة، وفق معظم التقديرات والقراءات، على إبقاء المنطقة في حالة من السخونة العالية ولغاية تسلّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة في العشرين من يناير القادم.

علماً بأن أجندة ترامب الداخلية تحتل الأولوية في حساباته، خصوصاً في الأشهر الستة الأولى من رئاسته، بحيث قد لا يرحب أو لا يرتاح إلى حروب نتنياهو خلال هذه الفترة، وربما إلى ما بعدها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار