“مهمة عسيرة ومعقدة”.. إلى ماذا يحتاج ميناء الفاو لضمان نجاحه؟

متابعات|..

قال الباحث الاقتصادي، زياد الهاشمي، اليوم الجمعة، إن المهمة السهلة لميناء الفاو انتهت وبدأت المهمة الصعبة بعد إعلان رئيس الحكومة إنجاز الأرصفة الخمسة للميناء، فماذا ينقص ميناء الفاو وماذا يحتاج حتى ينجح مستقبلاً ولا يفشل؟.

وذكر الهاشمي في تدوينة على منصة “إكس” تابعتها ”جريدة“، أن “الميناء يحتاج لبنية فوقية متكاملة فالميناء حالياً غير جاهز وغير صالح للاستخدام، فما تم انجازه هو البنية التحتية الكونكريتية للأرصفة بدون البنية الفوقية  superstructure الاخرى المطلوبة لتشغيل الأرصفة والميناء، البنية الفوقية التي يحتاجها الميناء تشتمل مثلاً على كرينات مناولة الحاويات gantry cranes، وارصفه خزن حاويات ومعدات reach stackers ومخازن ومستودعات وغير ذلك من تجهيزات ومعدات”.

وأضاف، أن “الميناء يحتاج لمُشَغِل دولي لعمليات الميناء الذي يمكن ان يجهز الميناء بمعدات البنية الفوقية اضافة لإدارة عمليات الحاويات وتخطيط عمليات مناولة وخدمات السفن وجذب شركات الشحن البحري لاستخدام الميناء، كما يحتاج الميناء لربط بخطوط برية سريعة وسككية تربط الميناء بالمدن العراقية وصولاً حتى النقاط الحدودية، وبدون هذه الخطوط لا يمكن الاستفادة من الميناء”.

وتابع، أن “الميناء يحتاج لانظمة أتمتة حديثة تتعلق بإدارة حركة الحاويات وتخطيط خزنها وعمليات الفحص والجمارك والتخليص بسرع قياسية دون تأخير لحماية نظام الميناء من عمليات الفساد والأتاوات والرشى التي تعشعش حالياً في كل الموانئ العراقية، وتحتاج الحكومة لخطة وطنية متدرجة تستهدف اولاً استغلال الميناء في دعم انسيابية تدفقات البضائع المحلية لإستكمال التغطية الجغرافية للعراق وذلك لدعم التنمية الشاملة وثانياً تهيئة خطة خاصة لتوسيع نطاق عمل الميناء ليشمل خدمة الدول المحاددة للعراق كتركيا وسوريا والاردن”.

وأوضح، أن “الميناء يحتاج (بالتعاون مع المشغلين) لخطة إدارة التنافسية السوقية وهي ضرورية جداً لجذب الخطوط الملاحية والتنافس على حصص سوقية مع الموانئ الاقليمية الأخرى من خلال تقديم امتيازات للشركات وتعرفة أسعار تنافسية أقل من موانئ المنطقة، كما  يحتاج الميناء حتى ينجح ويحقق العوائد، لمدن حرة ولوجستية محاذية مرتبطة به تستهدف تحقيق رؤية (تقديم حلول سلاسل الإمداد المتكاملة) التي تركز على البضائع عالية الهامش الربحي الذي يمكن ان تتميز بها تلك المدن مع الميناء والطريق”.

وأشار إلى أن “الحكومة تحتاج لحملة علاقات عامة ودبلوماسية إقليمية ومع دول الخليج تحديداً لتخفيف اي حالة قلق محتملة من هذا الميناء وعملياته وتحويل حالة التنافس الى تعاون وتكامل اقليمي، كما تحتاج الحكومة الابتعاد عن سياسة التهويل الاعلامي وصنع تقارير وأرقام مبالغ بها تتعلق بحجم طاقات الميناء وأهميته العالمية وحجم مساهماته المتوقعة في الناتج المحلي العراقي، وتقديم تقارير واقعية ومنطقية تأخذ عوامل ومؤثرات صناعة النقل الدولي وطبيعة عمل الموانئ ومساهماتها في اقتصادات الدول بعين الاعتبار، حتى لا يحدث تضليل لدى الجمهور والباحثين والاكاديميين على حد سواء”.

وبين، أنه “رغم ان هناك مراحل لاحقة تشتمل على بعض مما ورد أعلاه، لكن المهمة بكل الأحوال عسيرة ومعقدة، في ظل ضعف خبرات الحكومة في التعامل مع هكذا مشاريع عصرية كبيرة وانتشار لمافيات الفساد وصراعات الاحزاب والمجموعات المسلحة للسيطرة على المنافذ المدرة للعوائد، وهذا يعتبر أكبر عائق أمام مشغلي الموانئ الدوليين وشركات الشحن للدخول في عقود ادارة وتشغيل ميناء الفاو، لذلك تحتاج الحكومة العراقية حتى ينجح ميناء الفاو، أن تقلب الطاولة على كل من يريد استغلال الميناء لصالحه وتمنع كل من تسول له نفسه في إفساد بيئة الميناء، وأن تقوم الحكومة بإدارة ملف الميناء بطريقة احترافية عصرية إقليمياً ودولياً”.

وأكد الهاشمي في الختام، أن “الميناء مفصل مهم جداً للاقتصاد العراقي، وعلى المعنيين في الحكومة أن يعلموا أن الإخفاق في إدارة ملف الميناء سيسبب نكسة اقتصادية كبيرة على العراق لا يمكن تجاوز نتائجها بسهولة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار