تحليل: مخاوف مشتركة بين إيران وحزب الله في قضية الرد على إسرائيل

خاص|..

حدد الأكاديمي حسين السرحان، اليوم الجمعة، أبرز سببين وراء عدم الرد الإيراني على إسرائيل، فيما أوضح أن حزب الله لا يمتلك بنك أهداف إسرائيلية قريبة من الجنوب اللبناني، كما أن حزب الله يخشى ما تخشى منه طهران، الا وهو الشلل الكامل وتدمير جنوب لبنان وهو البيئة الحاضنة للحزب.

وذكر السرحان لـ”جريدة“، أنه “بالنسبة لإيران، فإن تأخر الرد يعكس ادراك القيادة الإيرانية وصانعي القرار لمعادلة الردع بين إيران من جهة وإسرائيل وواشنطن من جهة أخرى، واستراتيجياً، أي رد فعل إيراني ربما سيتبعه تهديم لأركان النظام عبر ضربات دقيقة تشل ديناميكياته، في وقت ينشغل حلفاء إيران (روسيا) في الحرب الأوكرانية التي أصبحت تتمدد إلى الداخل الروسي، و(الصين) منشغلة بقضايا الاقتصاد واستراتيجياتها الدولية للتنمية الاقتصادية، ولا تريد أي حدث يعرقل مسارات تلك الاستراتيجية، هذا من جانب”.

ومن جانب آخر، يضيف السرحان أن “إيران تخشى ردة الفعل الدولية، وحتى من حلفائها، من أن ردة الفعل الإيرانية ضد إسرائيل نتيجة عمل عسكري قام به عناصر من الحرس الثوري وبالداخل الإيراني يجعل إيران في وضع محرج وفق قواعد القانون الدولي، لأن إسرائيل لم تقم باغتيال هنية مباشرة في إيران وإلا يعتبر ذلك عمل إسرائيلي عدواني ضد إيران يعرضها لإدانة دولية”.

أما بالنسبة لحزب الله، فإن الواقع بحسب السرحان، يؤشر إلى “استمرار الضربات والاستهدافات المباشرة بين حزب الله وإسرائيل، لكن مع الفارق، فاستهداف إسرائيل لحزب الله نتج وينتج عنه مقتل قيادات بارزة ومقربة من زعيم الحزب حسن نصر الله، وهذا ما أفقد الحزب كوادره وعناصره الميدانية، وبالتالي ربما هذا الأمر شيئاً فشيئاً يضعف القدرة على شن ضربات موسعة ضد إسرائيل التي أفرغت شمالها من أن يكون فيه أهداف مؤثرة، وهذا يعني أن حزب الله لا يمتلك بنك أهداف قريبة من الجنوب اللبناني، وما يدلل على ذلك هو الأهداف المعلنة من قبل الحزب والتي لازالت غير مؤثرة في الداخل الإسرائيلي”.

وأوضح، أن “الأمر الآخر ربما حزب الله يخشى الإدانة الدولية بعد الجهود الدبلوماسية الدولية لمنع انزلاق لبنان للحرب، كما أن حزب الله يخشى ما تخشى منه طهران الا وهو الشلل الكامل وتدمير جنوب لبنان وهو البيئة الحاضنة للحزب، كما لا يريد الحزب تكرار خراب عام 2006، وأخيراً، أن أعمال الحزب وسلوكياته تتماهى مع الإرادة الإيرانية والسلوك السياسي الخارجي الإيراني في المحيطين الإقليمي والدولي”.