شِدة الكهرباء وشَداتها !
بقلم زينب ربيع |..
شمر أحد النواب المخضرمين في السلطتين ومن الراسخين في نظرية المؤامرة عن ساعد الجد ليفسر لنا اسباب ارتفاع درجات الحرارة قبل سنوات، ليخرج لنا بنظرية مفادها ان اميركا وراء ثقوب حدثت في طبقة الاوزون واحدثت هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة! يا للعظمة اختصر هذا النائب على مؤتمرات المناخ وعلماء البيئة والخمس الكبار وقمة العشرين عناء البحث ووضع الخطط والافكار لمناقشة تغييرات المناخ ومواجهتها مستقبلا.
وتشاء الصدفُ التعيسة أن يُصبح هذا النائب وزيراً لوزارة على تماس مباشر بالمناخ، هذا الوزير جلس مع المخططين والمفكرين وعلماء، ونظراءه من الدول الاخرى لمناقشة حال بلده الذي يصنف الخامس عالمياً في تغييرات المناخ ولكن للاسف لم تسعفه تطورات السياسة ليخرج بمزيدٍ من النظريات عن البيئة وقوائم الاتهام.
ما الذي جعلني اتذكر هذا النائب الذي رُكن جانباً منذ سنوات ولا يتذكره أحد الا في مواسم الانتخابات؟ تذكرته وانا اتابع منذ أيام تطورات أزمة الكهرباء العقيمة والحلول “القيمة” التي تطرح من هنا وهناك لتجد في النهاية طريقها نحو سلة المهملات، ولا يصح ان نطلق على اصحابها الا انهم مصابون بـ”ضربة الشمس”!
عموما ليس بغريب على العراقيين أن يصبحوا خبراء في كل شيء، فكيف بأزمة ارقتهم منذ اكثر من 30 عاما، فأحدنا قد يجد مكانه الحقيقي في سيمنز او جنرال الكتريك! نعم، فالحاجة ام الاختراع.
نعود للكهرباء التي اعيت من يداويها، ولم يدخلها وزير الا وخرج حاملا سخط الناس وغضبهم ومثقلا بملفات وشكاوى ودعاوى وميزانيات انفجارية تعادل موزانات الدول الشقيقة والصديقة وبمجموع كلي بلغ اكثر من 80 مليار دولار. موازنات نهشها الفساد والهدر وضاعت رزمها (شداتها) بين الفاسدين وربما تنحب حال العراقيين بين الجكسارات والشقق في بغداد ودول الجوار واوربا!.
من يبحث عن حلول الكهرباء عليه ترك السفسطة وحديث الاساطير والخرافات واعتماد حلول العلم والمنطق والاستفادة من تجارب دول اخرى ربما كانت اشد سوءا من العراق قبل ان تحسم هذه الازمة، ومن يسعى لتدارك حال البيئة عليه مغادرة نظريات المؤامرة الكونية وأن يكون جزءاً من الكون باعتماد الحلول العلمية.