ما هو الموضوع الأكثر أهمية في قرار عودة “التيار الوطني الشيعي”؟.. مقالٌ تحليلي
متابعات|..
قال أستاذ العلوم السياسية، إياد العنبر، إن الموضوع الأكثر أهمية في قرار عودة “التيار الوطني الشيعي” إلى المشاركة في الانتخابات وتشكيل الحكومة ربما يكون رسم ملامح خارطة جديدة للتحالفات بعد الانتخابات القادمة تتوافق مع ما يطرحه الصدريون.
جاء ذلك في مقال مطوّل للعنبر بعنوان (العراق… الصدر يطلق “الدخان الأبيض” لقرار العودة السياسية) تابعته ”جريدة“، وفيما يلي جزء منه:-
إن التحدي الذي يفرض نفسه على السيد مقتدى الصدر، في حال قرار المشاركة في الانتخابات القادمة، يكمن في الجديد الذي يمكن أن يراهن عليه لكسب التأييد الشعبي من خارج جمهوره، ويحرج فيه خصومه؟
لا يمكن أن يعود الصدريون برفع شعار “التيار الوطني الشيعي” فحسب، لأن حلبة الصراع السياسي لم تعد مثلما كانت قبل انسحابهم من البرلمان. الصدريون الآن مطالبون باستحضار تجربتين مهمتين، الأولى تقييم تحالفهم مع القوى المدنية في انتخابات 2018، ومعالجة الخلل في ذلك التحالف وتجاوزه. والثانية، مراجعة خطاب حكومة الغالبية والتفكير في إشكاليته وكيفية ضمان تطبيقه.
الصدريون- برفع شعار الوطنية- بحاجة الآن إلى مشروع وطني يتم رسم خارطة طريقه، حتى يكون نقطة استقطاب لكل من يؤمن بالمشروع الوطني من القوى السياسية الشيعية ومن خارجها. وهذا المشروع يجب أن تكون ملامحه واضحة وتبتعد عن الشعارات المستهلكة التي ترفع في كل انتخابات، ويعاد تكرارها من قبل كل القوى السياسية. حتى الإصلاح السياسي الذي يرفعه الصدريون كشعار يحتاج إلى توضيح تفاصيله، فالنظام السياسي لا يمكن إصلاحه برفع شعار الإصلاح فحسب، ولا يستقطب الجمهور المتردد. ولعل رفع شعار تعديل الدستور أو تغيير شكل نظام الحكم في العراق هو الشعار الأقوى للإصلاح.
أما حكومة الغالبية، فالتحدي الآن أمام الصدريين هو عدم التراجع عنها، ولكن يجب التفكير في الخاصرات الرخوة التي كانت فيها. وهنا يمكن أن تكون حكومة الغالبية قائمة على شراكة الفاعلين الكبار في العملية السياسية، وتكون الشراكة قائمة على برنامج سياسي واضح وصريح يعطي الأولوية لإعادة الاعتبار للدولة وليس لهيمنة الزعامات عليها.
“التيار الصدري” الآن بحاجة إلى المراجعة ورسم استراتيجية واضحة لاستقطاب الجمهور، وفي الوقت ذاته هو بحاجة إلى التعامل مع معادلة النفوذ السياسي للقوى السياسية الشيعية بمنطق يستفيد من الخصومات بين القوى الصاعدة والقوى التقليدية، وإعادة ضبط معادلة الزعامات السياسية. وربما يكون رسم ملامح خارطة جديدة للتحالفات بعد الانتخابات القادمة تتوافق مع ما يطرحه الصدريون هو الموضوع الأكثر أهمية في قرار العودة إلى المشاركة في الانتخابات وتشكيل الحكومة.