صورة اردوغان مع القيادات السنية انعكاس لعملية سياسية بنيت على اساس المكونات والتوافق
بقلم مجاشع التميمي|…
اثارت صورة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان مع القيادات السياسية السنية خلال زيارته الى العراق الكثير من الجدل في الأوساط الإعلامية والسياسية، وهنا يجب القول إذا كان الاعتراض على اللقاء فانه تم بمعرفة وعلم وترتيب الحكومة كونها مسؤولة بروتوكوليا عن الزيارة وبرنامجها بالتشاور مع الجانب التركي، وترتيب الجلسة محل اخذ ورد لكن كيف يمكن ان يكون الترتيب مع رئيس دولة يزور دولة اخرى ويلتقي مع عناوين سياسية لا اداري او وزاري؟
ولربما الموضوع اخذ حيزا إعلامياً لان الساسة السنة اعتادوا على نشر هذه اللقاءات كنوع من الادعاء بالقوة ازاء المكونات الأخرى، انا شخصيا امتعض حينما أرى سياسيا عراقيا بهذا الشكل ومن أي جهة سياسية مع العلم أن الزيارات الإيرانية واللقاءات مع الساسة الشيعة لها ذات التأثير السلبي علينا كعراقيين إلا انها عادة ما تتصف بالسرية وهذا الحال ينطبق على اللقاءات الأخرى الخليجية كالسعودية وقطر والامارات.
برأيي أيا كان من نشر صورة اردوغان مع القيادات السنية. فتركيا ايضا تراعي مصالحها في العراق من خلال اشعار الكل بانها وصية على سُنة العراق وفي النهاية اقول وكما يقول المثل المصري “اول القصيدة كفر”، فبناء العملية السياسية والدولة على اساس المكونات والتوافق والاستقواء بالآخر جعلنا بؤرة لكل الدول دون استثناء ولو كنا امام دولة عصرية وطنية لما حدثت هذه الأمور.
وارى أن بعض الجهات السياسية السنية وفي مقدمتهم السيد محمد الحلبوسي رئيس البرلمان المقال ايضا يجد هذا اللقاء والصورة المثيرة على انها فرصه لإعادة إنعاش شخصيته السياسية والتقدم خطوات ازاء خصومه في سباق رئاسة البرلمان، فسباق رئاسة البرلمان داخل المكون السني وهو انعكاس للاستقواء على بعضهم البعض.
مع العلم أن الولاية الثانية للحلبوسي كانت لتأثيرات داخليه وفاعل خارجي متعدد، لكن الفاعل الإقليمي الأكبر كان اردوغان الذي فرض على الخنجر التصالح مع الحلبوسي. وتقديم الحلبوسي لرئاسة مجلس النواب.