تداعيات الرد الايراني والسيناريوهات المحتملة من اسرائيل

اختلف الرد هذه المرة عن سابقاته , وكسرت ايران حاجز االنمطية التي كانت تتبناها بالرد دائما عن طريق اذرعها المنتشرين في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن  واستخدمت اراضيها هذه المرة للرد على الاعتداء الاسرائيلي الاخير الذي طال مبنى السفارة الايرانية في دمشق والذي اسفر عن مقتل احد اعمدة الحرس الثوري المهم جدا لدى ايران .

وعلى الرغم من ذلك كله لم يكن عنصر المفاجاءة حاضرا , حيث ان ايران اخطرت مسبقا اسرائيل بهذا الهجوم وحتى ان الموضوع ذهب ابعد من ذلك حيث صرحت بعض الوسائل الاعلامية الامريكية وبعض التسريبات ان ايران ابلغت اسرائيل بالموعد المحدد للرد وايضا الاهداف وهذا بالفعل يعكس حقيقة ان الرد الايراني لم يسفر عن اصابة او مقتل مدنيين او حتى اصابتهم.

ايران قررت ان تغير قواعد اللعبة هذه المرة , حيث وعلى الرغم ان الاعتداء الاسرائيلي لم يكن موجعا كما هو الحال عند اغتيال قائد فيلق القدس سليماني , الا  ان العوامل المحيطة بالاعتداء الاخير تختلف تماما هذه المرة , حيث ان ايران وبعد احداث السابع من اكتوبر بدأت تخسر من شعبيتها وبدأ محور المقاومة المزعوم يفقد بريقه وتوهجهه في عقول مريديه , حيث ان ردود فعل ايران واذرعها من محور المقاومه كان ادنى بكثير من سقف توقعات جمهوره. وفي هذا الصدد لابد من الاشارة هنا الى ان احد اهم الشرايين التي تغذي مشروع ايران في المنطقة هو محور المقاومة وشعارات تحرير القدس .

الرد الاخير ارجع الى ايران واذرعها ماء وجههم بل وذهب الى ابعد من ذلك بكثير حيث ان حتى المختلفين مع ايران ومشروعها وسياستها في البلدان العربية وماضيها الملطخ بدماء العراقيين والسورييين وقفوا الى جانب هذه الخطوة

ايران استطاعت ان تعمل شرخا كبيرا في صفوف المجتمع العربي بين مؤيد لها ومعارض , خصوصا وانها سحبت البساط كاملا من تحت جميع البلدان العربية وبالاخص السعودية العربية حين اعلنت مجاهرة تأييدها لاحداث السابع من اكتوبر وحماس , واثبتت بأنها واسرائيل القوى الحقيقية الفعلية المتضادة في المنطقة العربية من الشرق الاوسط.

 

سيناريوهات الرد الاسرائيلي

تزامن الرد الايراني على اسرائيل مع الزيارة الاولى لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني , حيث ان هذا العمل زاد من تعقيد الملفات التي سوف يتم مناقشتها , فأيران التي تملك واحدة من اشرس اذرعها في العراق المتمثلة بالمليشيات , تقف بالضد من الوجود الامريكي ايا كان في العراق , وهذا ما يضع الحكومة العراقية في حرج كبير , حيث ان الحكومة تحاول جاهدة ارضاء كلا الطرفين اللذين لطالما كانو مستمرين بالضغط على الحكومة العراقية من اجل اقصاء الخصم والاستفراد بالساحة العراقية

احد اكثر السناريوهات المتوقعة للرد الاسرائيلي على ايران هو عن طريق اقصاء المليشيات التابعة لايران من العراق وانهاء دورها والى الابد , ايران لم تتنازل عن ذراعها القوي في لبنان ولا عن مليشياتها في اليمن لأن وضعها في العراق مختلف تماما , حيث انها حتى وان قررت التنازل عن ورقة المليشيات الا ان توغلها في الداخل العراقي يمكنها من الحفاظ على وجودها وعدم المساس به

ايران كسرت حاجز نمطيتها هذه المرة  , لا بل انها ذهبت الى ابعد من ذلك بكثير , لتبدأ واسرائيل صفحة جديدة تختلف عن سابقاتها في مجلد حربهم الباردة في المنطقة العربية من الشرق الاوسط

 

هبة عبد الوهاب

باحث في قضايا الشرق الاوسط الساسية والاجتماعية

الولايات المتحدة الامريكية | واشنطن دي سي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار