ماذا بعد الرد الإيراني؟

بقلم عبد الحكم الكيلاني |..

في سابقة خطيرة شنت ايران هجمات غير مسبوقة بالبالستيات والدرونات المتفجرة على أهداف داخل الأراضي المحتلة وصفتها طهران بالمواقع العسكرية الحساسة لاسرائيل ردا على مقتل عدد من قادتها في قصف إسرائلي استهدف قنصليتها في دمشق، في حين أعلنت تل أبيب أنها تمكنت من إسقاط 99% من المقذوفات الإيرانية، فهل حقق الهجوم نجاحا على المساويين العسكري والإعلامي؟ وماذا سيترتب على الهجوم؟وهل للرد من رد مقابل؟

في تصريح سابق لرئيس الولايات المتحدة الامريكية (جو بايدن) أكد أنه يتوقع أن يأتي الرد الإيراني على مقتل قادتها في دمشق عاجلا وليس آجلا.. وكذلك فإن إبلاغ إسرائيل بالطريقة التي سترد بها إيران أفقد الأخيرة عنصر المباغتة، إذ تمكنت إسرائل من أخذ احتياطاتها الدفاعية بمساندة الولايات المتحدة وحلفائها. ماجعل الهجوم عملا عسكريا غير ناجح إذا ما كانت غايته تحقيق الخسائر البشرية والمادية بالعدو، ولتحقيق التكافؤ في رد الضربة بأخرى.

لكن الهجوم حقق اعلاميا أصداء واسعة وضعت الهجمة في سياق رد الاعتبار، على أنه من المتوقع أن يترتب على هذا التصعيد إجراءات دبلوماسية من الجانب الأمريكي من ضمنها زيادة العقوبات وإدراج أسماء وتنظيمات إيرانية جديدة على لوائح الإرهاب.

ويبقى السؤال الأخطر من بين الأسئلة المتعلقة بالهجوم.. هل ستشهد المنطقة تصعيدا عسكريا إسرائليا في إطار الرد على القصف الإيراني؟

قد تجيب عن السؤال الطبيعة المعقدة للمعركة الدائرة في غزة، إذ تريدها واشنطن أن تبقى محدودة وأن تنتهي بأسرع وقت ممكن وأن لا تتطور إلى حرب مفتوحة في الشرق الأوسط، إذ أن العملية مهما كانت نتائجها فهي أول مواجهة إيرانية مباشرة مع إسرائيل، ما يعني أن الأمور قد لا تبقى على مستوى الحرب بالوكالة والأذرع المسلحة.. وتلك مرحلة من الصعب التكهن بنتائجها أو معرفة مدى الضرر الذي يمكن أن تسببه في المنطقة والعالم.

ومع ذلك فليس من المستبعد أن ترد إسرائل بشكل مباشر على أهداف في الداخل الإيراني أو غير مباشر ليشمل وكلاء طهران في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار