الملفات التي سيناقشها البيت الأبيض مع السوداني ستتسبّب له بـ”غضب عارم”!.. مقال تحليلي

متابعات|..

توقع رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، د.إحسان الشمري، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني سيواجه غضباً عارماً وانقساماً من حلفائه داخل الإطار ببسب الملفات التي سيناقشها البيت الأبيض معه.

وقال الشمري في مقال بعنوان “السوداني في البيت الأبيض: الزيارة المغضوب عليها” تابعته ”جريدة“، إن “الملفات التي سيناقشها البيت الأبيض مع السوداني والمتمثلة بإنهاء النفوذ الإيراني، ستتسبّب له بغضب عارم وانقسام من حلفائه داخل الإطار”.

وفيما يلي نص المقال:

بعد ما يقارب من 20 سنة على تأسيس النظام السياسي في العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ما تزال سياساتها بالدعم لحكومة او طرف داخلي، تمثل أحد أهم المقاييس لشرعية الطبقة السياسية الحاكمة فيه، وصور الدعم قد تختلف بين حكومة وأخرى او بين زعامة سياسية وأخرى، لذا شكلت زيارة واشنطن ودخول البيت الابيض ولقاء المسؤولين ودوائر صنع السياسات فيها، هاجسا في العقل السياسي العراقي يمكن ان يتخطى البروتوكولات الدبلوماسية التي تربط الدول فيما بينها او العلاقة ما بين الإدارات الأمريكية واصدقائها، الى اعتبارها مصدر للقوة السياسية في دولة هشة.

زيارات رؤساء الوزراء العراقيين لواشنطن يمكن أن تعد في كثير منها اجراء بروتوكوليا اعتادت عليه الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003 ، إلا أن شخصية محمد شياع السوداني، بصفته رئيساً لحكومة منبثقة عن تحالف الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، والتي أعلنت في أكثر من مناسبة مناهضتها للولايات المتحدة والعمل العسكري على إزاحة وجودها العسكري من البلاد، قد تُخرجها من سياقها المعتاد، خصوصاً أن الملفات التي سوف يناقشها السوداني (وغير المتفق عليها عراقيا) لن تكون مقبولة أميركياً، فهو في أغلب تصريحاته ما زال يعكس رغبة هذه الجماعات المسلحة بضرورة خروج القوات الأمريكية المتواجدة في العراق؛ لذا شكل عدم استقبال السوداني ما يزيد على العام والنصف من مدة رئاسته حرجا كبيرا له، خصوصا وان واشنطن قدمت الى السوداني أكثر من دعوة لزيارتها من دون تحديد موعد، الأمر الذي يمكن أن يعده بأنه كرئيس وزراء ليس ضمن دائرة الاهتمام الامريكي وان التعامل مع حكومته يكون على أساس الحذر والثقة غير المكتملة.

رغم أن تحديد موعد الزيارة قد أزاح عن السوداني هاجس عدم القدرة على بناء العلاقة مع الولايات المتحدة، إلا أنه سيكون أمام تحدي آخر يتمثل بان الدخول للبيت الأبيض سيكون مغضوبا عليه من حلفائه المتصورين بسلاح العداء لواشنطن، فهم ان لم يجدو بأن السوداني نجح بانتزاع موعد لخروج القوات الأمريكية بعد لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن ورفع العقوبات عن بعض زعماء هذه الفصائل، أو إيقاف القانون الذي سيشمل العديد من الفصائل وزعمائها الذي يعمل الكونغرس لإقراره، فسيعدون ذلك تخلي ممن اعتبروه رئيسا لحكومتهم عن أهم مطالبهم ويفتح في الوقت نفسه جبهة سياسية ضد كابينته الوزارية، سيما وأنه أظهر لهم أنه الذي نجح في مد جسور التواصل مع الولايات المتحدة الأميركية للوصول الى هدنة يعقبها الانسحاب ؛ كذلك فأن الملفات التي سوف يناقشها البيت الأبيض مع السوداني والمتمثلة بإنهاء النفوذ الإيراني، وسيطرة الجماعات المسلحة على مؤسسات الدولة، ووقف استيراد الطاقة الكهربائية من ايران، فضلاً عن الملفات مع إقليم كردستان وبعض القضايا الأمنية، سوف تتسبب له بغضب وانقسام حاد من حلفائه داخل الإطار الشيعي الحاكم أو مع شركائه في ائتلاف إدارة الدولة؛ كذلك فإن إيران ستضع زيارة السوداني ونتائجها في محطة اختبار وستظهر غضبها بصورة غير مباشرة ما لم يوازن بين الضغط الامريكي عليه بخصوصها وبين قدرته بالحفاظ على مصالحها ونفوذها في العراق ؛ كما أن هذه الزيارة ستكون محط غضب من ترامب القادم بقوة للرئاسة، الذي سينظر للسوداني على أنه جزء من تسوية للديمقراطيين مع إيران، وهذا سيجعل العراق اذا ما وصّل الجمهوريين للبيت الأبيض يخضع لإعادة تقييم قد تكون ذات كلف باهظة تطال مستقبل السوداني وطموحه بالولاية الثانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار