جدل رفع سعر البنزين.. حل “أمثل” للحكومة لمواجهة الرفض الشعبي

متابعات|..
أكد المهندس الاستشاري والباحث الاقتصادي، يعقوب الخضر، أن الحل الأمثل للحكومة لمواجهة الرفض الشعبي لقرار زيادة أسعار البنزين الممتاز والمحسن، هو الإبقاء على تطبيق تلك الزيادة على البنزين الممتاز وتعليق تلك الزيادة على البنزين المحسن، وبالوقت نفسه حث وزارة النفط على رفع أوكتان البنزين العادي إلى الأرقام العالمية حتى لا يضطر أصحاب السيارات العادية لاستخدام البنزين المحسن.
وقال الخضر في تدوينة على منصة “إكس” تابعتها ”جريدة“، إنه “لا شك أن القرار صائب اقتصادياً، من حيث المبدأ، لأنه ومن أجل إصلاح الاقتصاد العراقي الهش، يجب البدء بتقليل أو حتى رفع الدعم الحكومي عن السلع والخدمات التي تقدمها الدولة ويستفيد منها بصورة خاصة الأغنياء والميسورين، لكن بالتأكيد أن القرار كان قد اتخذ على عجالة ولم يدرس جيداً ولم تتم تهيئة الأرضية وتقديم الموجبات اللازمة له لكي يتقبله المواطنون، والقول بإن القرار قد اتخذ لتشجيع الناس على استخدام وسائط النقل العام قول غير صحيح، وما هو إلا تبرير متأخر للقرار، بحجة غير موفقة”.
وأوضح، “لأنه لم يكن هناك أي طرح جديد في وسائط النقل العام مثل عربات الترام أو عمل المسارات المخصصة للباصات فقط Dedicated Bus Lanes أو حتى تنظيم وتحديث الباصات الموجودة أصلاً، ثم إن الزيادة شملت البنزين المحسّن (أوكتان، 92 في العراق / 95 عالمياً) والبنزين الممتاز (أوكتان، 95 في العراق / 98 عالميا) والذي قالت الحكومة إنه يستخدم للسيارات الفارهة الثمينة فقط والذي لا يمتلكها إلا الأغنياء الذين سوف لا يتأثرون بتلك الزيادات. كما أن تلك الشريحة الاجتماعية سوف لن، بأي حال من الاحوال، تستخدم وسائط النقل العام حتى لو تم تحسينها”.
وأضاف، أن “قرار زيادة الأسعار لم يشمل البنزين العادي والذي من المفترض أن تستخدمه الغالبية العظمى من السيارات العادية التي يمتلكها المواطنون وسيارات التاكسي وسيارات الأجرة بين المحافظات وسيارات الحمل الصغيرة (البيك أب)، أما باصات نقل الركاب الصغيرة (ستار أكس) وسيارات الحمل الكبيرة (اللوريات) وسيارات الحمل الخفيفة (النصف حمل) فهي تعمل على الگاز (الديزل) والذي لم تشمله تلك الزيادات، وبذلك يكون القول بإن تلك الزيادات قد أدت إلى ارتفاع أسعار نقل الركاب داخل المدن ونقل المواد غير صحيحاً تماماً”.
وبيّن، أنه “في أغلب دول العالم تستخدم السيارات العادية (غير الفارهة) وسيارات التاكسي البنزين العادي والذي أيضاً تستخدمه أصناف السيارات نفسها في العراق، ولكن المشكلة هي أنه في أغلب دول العالم يكون البنزين العادي ذو (91 أوكتان) بينما البنزين العادي في العراق هو ذو (85 أوكتان) وقد ينخفض إلى حتى إلى أقل من 80 وربما حتى مخلوطاً مع الماء، مما يسبب اضطراب في عمل محركات تلك السيارات أو ما يعرف بالعامية بـ(داونز)، مما يضطر أصحاب تلك السيارات لاستخدام البنزين المحسن الذي شمله خفض الدعم/زيادة السعر، ومن ثم تؤثر تلك الشريحة الواسعة من أصحاب تلك السيارات وبالتالي معارضتهم الشديدة لتلك الزيادات”.
وخلص إلى القول “لذلك ربما من الأمثل للحكومة، لمواجهة هذا الرفض الشعبي لقرار زيادة أسعار البنزين الممتاز والمحسن، هو الإبقاء على تطبيق تلك الزيادة على البنزين الممتاز والتريث وتعليق تلك الزيادة على البنزين المحسن، وبالوقت نفسه حث وزارة النفط على العمل الفني الجاد لتحسين نوعية ورفع أوكتان البنزين العادي إلى الأرقام العالمية (91 أوكتان) حتى لا يضطر أصحاب السيارات العادية إلى استخدام البنزين المحسن، وعند ذك معاودة رفع سعره، فيما إذا أرادت، دون أن تواجه مثل هذا الرفض الكبير”.