الصدر يُشغل الشارع.. هل سيعود للعملية السياسية؟
متابعات|..
سلط الكاتب السياسي، علاء الخطيب، في مقالٍ سلط فيه الضوء على احتمالية عودة زعيم التيار الصدري مقدى الصدر للعملية السياسية في العراق.
وقال الخطيب في صحيفة “المستقل” تابعتها ”جريدة“، إن “عودة الصدر للساحة السياسية هو السؤال الذي يشغل الشارع العراقي هذه الايام، فقد كثرت التكهنات في ذلك، فهناك تسريبات تقول: ان هناك مشروع تحالف بين الصدر والسوداني، خصوصا بعد الخلاف الذي طفى إلى السطح بين المالكي والسوداني، حينما وجه المالكي رسالة واضحة للسوداني عبر قناة العراقية بقوله: (على من يريد الاشتراك في الانتخابات وهو في السلطة التنفيذية عليه ان يتخلى عن منصبه ويخوض الانتخابات، لئلا يستغل المنصب لصالحه)”.
وأضاف، أن، “هذا القول رجح ما ذهب اليه البعض من تحالف بين الصدر والسوداني، لكن التحالف المزعوم بين الصدر والسوداني، لن يتحقق لعدة اسباب، منها ما هو ذاتي يخص رئيس الوزراء وطبيعة تحالفاته الانية، ومنها ما هو موضوعي يخص طبيعة تجربة التحالف بين التيار الصدري وبين تيارات وأحزاب اخرى، كتحالف الحزب الشيوعي العراقي والتيار في انتخابات 2018، وكانت التجربة غير موفقة، بل لم تشكل اي خطوة يمكن ان تراكم العمل السياسي في مجال التحالفات، فالمعروف عن الصدريين انهم لا يمنحون اصواتهم إلا لمرشحيهم، وهذه توجيهات من لدن المكتب السياسي، وان استراتيجيتهم الانتخابية تقوم على انتخاب اعضاء التيار فقط، وان كان هناك مرشح آخر من المتحالفين معهم بنفس الدائرة، فلن يمنحوه اصواتهم والأمر الآخر ينصب حول قوة التيار وهيمنته في الساحة السياسية، والتي لن تفسح المجال للسوداني ان يتحرك بحرية كما هو عليه الان، وربما سيكون رقماً ثانوياً او ثالثياً في التحالف المفترض”.
وتابع، أن “سايكلوجية السوداني لا تشير بانه يقبل ان يكون ثانوياً، فالرجل صاحب مشروع، ويحضى بمقبولية في الشارع ويمتلك كاريزما كبيرة، تزداد يوماً بعد يوم. فما الذي يدفعه إلى التحالف مع طرف لا يستطيع الاستمرار معه او بالتعبير السياسي يبتلعه”.
وأوضح، أنه “وبالعودة للسؤال حول عودة الصدر للعملية السياسية، يمكن القول انها مرهونة بالمعادلة الداخلية، وأعني بالمعادلة الداخلية العلاقة بين اطراف الاطار والتي تبدو انها متضعضعة نوعا ما، خصوصا بعد تعبير عمار الحكيم حول الاطار بانها «لمة حبايب» مما فسره البعض بان هناك ازمة داخلية بين (الحبايب) وربما تكون عودة الصدر مرجحة لعدة اسباب، فهناك مجموعة من المحيطين بالصدر يضغطون باتجاه العودة، بل ويل حون عليه وعذرهم في ذلك ان لا يستفرد الإطاريون بالقرار السياسي، وان لا يكون لا يتوسع نفوذ العصائب التي يقول المراقبون انها تسيطر على اهم مفاصل الدولة”.
وأكمل، “لكن المقربون من الصدر يعلمون ان قرار العودة بيد الصدر حصراً ولا يمكن ان يناقش به، وهو راجع إلى قناعته الشخصية، والمتغيرات السياسية في البلد. فهناك معلومة اخرى ربما تكون سبباً غير مباشر للعودة تقول: ان الكرد تواصلوا مؤخرا مع مقتدى وتم التباحث حول آخر المستجدات، خصوصا بعد قرارات المحكمة الاتحادية وتوطين رواتب موظفي الاقليم، وتصريحات البارزاني بشأن القرارات والتي اعتبرها ضد الاقليم، وكان لابد من ايجاد حليف شيعي آخر وهو التيار الصدري. وباعتقادي ان عودة الصدر ممكنة وممكنة جداً لان الصدر عودنا ان لا تكون قراراته أبدية، وان اغلق كل التشكيلات المتعلقة بالتيار مع إبقاء المرقد الخاص بوالده الشهيد والمتحف وهيئة تراث آل الصدر”.
وبيّن، “فاعتزال مقتدى الصدر العمل السياسي لم يكن هو المرة الاولى ولم تكن الاخيرة، فقد اعلن في مرات سابقة بانه اعتزل السياسة ولكننا رأيناه يعود بتشكيل جديد. لذا ربما يعدل الصدر عن قراره ويفاجئ الجميع وهو المرجح، ولعل تجوال الصدر بين الناس وفي الأسواق وزيارة بعض المجالس هو المقدمة لعودة مؤيدَة شعبياً، على الرغم من ان مقتدى الصدر قائداً لتيار شعبي، وهو الخارج من رحم المجتمع وبالتالي ليس غريباً ان يقوم بالتجوال بين الناس ويزور الأماكن العامة. لكن لا يمكن ان يأخذ الأمر على هذا الوجه، بل هو رسالة، ذات اتجاهين”