“العراق يتجه إلى الفوضى”.. مؤشراتٌ مُقلقة عن تصعيدٍ غير مسبوق
خاص|..
رأى الخبير الأمني، سيف رعد طالب، اليوم الخميس ، أن كل المؤشرات تدل على أن العراق غير متجه إلى الاستقرار الكامل، بل إلى الفوضى بالأخص بملفي الأمن والفساد.
وقال طالب لـ”جريدة“، إن “الاستقرار الأمني في العراق أصبح مقترناً بدول (أمريكا، إيران، روسيا) ومصالحها الاستراتيجية، ومع تصاعد الخلافات السياسية والمكوناتية داخل الحكومة ومعارضيها ووجود سلاح منفلت خارج نطاق الدولة، كلها مؤشرات تدل بأن الاستقرار الأمني على أي لحظة ينفجر ويخرج عن السيطرة وليس هناك استقرار أمني دائم”.
وأضاف، أن “الاستقرار الأمني في العراق مرتبط بالوضع الإقليمي والدولي، وهذا ينعكس بشكل كبير على الأمن الداخلي لذلك يمكن اعتماد الاستقرار على شقين :
الأول: التصعيد الخارجي، كأي متابع سياسي ممكن قراءة مساحة النفوذ الإيراني وتأثيره على القرار السياسي والأمني في العراق، لكن ما يحدث في الفترة الأخيرة هو دخول الدب الروسي لمزاحمة الإيرانيين في أهم منطقة نفوذ أمنية واقتصادية وعسكرية وهي الساحة العراقية”.
ويوضح، “ولو رجعنا إلى آخر لقاء حدث بعد الهجمات المتكررة على التواجد الأميركي في العراق وسوريا وردها باستهداف قادة بارزين مما دعا إلى مجيء قائد فيلق القدس قاآني وقد تكون الزيارة بدعوة من الحكومة الحالية لمحاولة ضبط الموقف أمام التصعيد، حيث جرى في وقتها الاتفاق على هدنة مؤقتة من قبل قادة فصائل المقاومة، ولم يلتزم بها سوى فصيل النجباء وقائدها أكرم الكعبي، وهو المعروف بعلاقاته الوثيقة مع النظام الروسي”.
وتابع طالب، “بإلاضافة إلى ما تسرب أخيراً من معلومات استخباراتية بوجود بعض أهم قيادات حركة حماس الفلسطينية مع عوائلهم مقيمين في روسيا مع السيطرة الروسية على الأجواء السورية وميناء طرطوس وعلاقاتها الخارجية والمنفتحة المتصاعدة مع المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، فهي دلالات تشير إلى سعي روسيا باعطاء صورة واضحة للولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو بأنها البديل في المنطقة، وأنها ليست دولة معزولة كما ارادوا، بل أصبحت شريكاً استيراتيجياً في منطقة الشرق الأوسط، ومعناها اليوم (أي تصعيد أو اتفاق هدنة يجب أن يدخل وفق المصالح الاستراتيجية لأمريكا وروسيا وإيران أين ما كان في غزة أو سوريا، والعراق قلب هذا الصراع لجوانب اقتصادية وعسكرية وجغرافية مهمة)”.
أما الثاني: فهو، بحسب طالب، التصعيد الداخلي، “وهو بالطبع يتأثر بالشق الأول وتحرك السفير الروسي واتصالاته مع قادة بعض الفصائل والعشائر قد أزعج النظام الإيراني، فهو يرى بأن روسيا تريد استخدام أدواتها الخاصة من أجل زيادة نفوذها بالعراق، مع وجود فصيل النجباء الذي انفرد بمواجهة التواجد الأميركي ورسالته الأخيرة وبيانه الواضح الذي كان يشير إلى وجود خيانة من رفاق الدين والوطن، مما أدى الى تغيير أماكن انتشار قياداتهم وتواجدها، وهم بذلك يحتاجون إلى فترة لكي تستعيد القدرات العسكرية لانطلاق العمليات من جديد”.
وأكمل، “فقد نكون على أعتاب شهر رمضان أو بعده بتصعيد غير مسبوق، فكل المؤشرات والخلافات السياسية وتصاعد أزمة المصالح الحزبية وأزمة اقليم كردستان مع قرارات المحكمة الاتحادية، وإعلان التحدي من قبل السوداني لبعض قادة الإطار التنسيقي بأن لديه برنامجاً سياسياً مستقلاً عنهم مع وجود الصراعات الإقليمية والدولية، فكلها تدل على أن العراق غير متجه إلى الاستقرار الكامل، بل إلى الفوضى بالأخص بملفي الأمن والفساد